في أيه يا اتحاد الكرة!
تابعت بحزن وحسرة اليوم الذي نرى فيه تذيل المنتخب المصري لمجموعته التي تضم فرق إثيوبيا مالاوي وغينيا، المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2023، وخصوصا أنني من الجيل الذي شاهد عصر الروح القتالية والبطولات، على يد فريق المقاتل الكابتن أحمد حسن.
لن نتوقف عند الخسارة الأخيرة للمنتخب الوطني، والآداء المخيب للآمال تماما أمام إثيوبيا بهدفين دون رد، القضية ليست خسارة مباراة فحسب، إنما في منظومة كاملة اعتاد الشعب المصري على تخبطها وإخفاقها ولم نجد من يسألها.
البداية عند فشل الملف المصري في الحصول على أي صوت من أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا، في واقعة ظلت بمثابة الصدمة للكرة المصرية في وجود المهندس هاني أبو ريدة، مدير ملف مصر لاستضافة كأس العالم 2010.
ثم الخروج المحبط للمنتخب المصري من كأس العالم 2018، بعد الخسارة الثالثة أمام المنتخب السعودي حيث تلقى المنتخب 3 هزائم في مجموعته التي ضمت منتخبات السعودية وروسيا والأوروجواي، ولم يحصل المنتخب على أي نقاط في عودته لكأس العالم بعد غيابٍ دام 28 عامًا وخرج المسؤولون حينذاك عن إدارة الكرة في مصر، يطالبوننا بحمد الله وأنه لولا وجودهم ما وصلنا إلى كأس العالم ويكفينا الوصول فقط.
أما عن آخر صدمات كرة القدم المصرية، فهي خسارة نهائي كأس الأمم الإفريقية أمام السنغال ثم لحقته الصدمة الكبرى بخسارة المبارة الفاصلة أمام السنغال، للتأهل لنهائيات كأس العالم 2022 المقام في قطر.
حالة من التخبط الإداري والتصريحات الإعلامية غير المحسوبة، ولا المسؤولة بتصريح رئيس اتحاد كرة القدم عن مديونة الاتحاد التي وجب التحلي بنوع من الحنكة الإدارية قبل إطلاق مثل هذه التصريحات وتصريح إقالة مدرب المنتخب الوطني، وهو في الطائرة في الجو في طريقه إلى كوريا الجنوبية لخوض مبارة ودية وليس عند ذالك الحد فقط إنما النوم في العسل بعدم طلب الاتحاد استضافة نهائي دوري أبطال إفريقيا، ما أفقد ذلك الاتحاد المصداقية والثقة عند المصريين.
للأسف يأتي السؤال المطروح هل هذه المجموعة قادرة على إدارة ملف الكرة في مصر؟، وقد استثني كابتن حازم إمام وكابتن محمد بركات الذي ظهر واضحًا معاناتهم مع ما يحدث من تخبط وإقصاء لآرائهم الفنية في اختيارات المدير الفني، وأيضا المهندس درندلي صاحب الخبرات الإدارية الكبيرة الذي وضعه حظه العاثر مع تلك المجموعة، إنما نتحدث عن أسماء لن تتقبلها الغالبية كما لم تتقبل الغالبية المهندس أبو ريده من قبل، لا تعبثوا بطموح وآمال أكثر من 100 مليون مصري، يعتبرون كرة القدم مصدر سعادة لهم.
أتمنى تولي لجنة من الحكماء والخبراء لإنقاذ مستقبل الكرة المصرية، وسمعة منتخب كان بينيم إفريقيا من المغرب، ووضع خطة واضحة قصيرة وطويلة المدى بمؤشرات نجاح، كما هو الحال في أي منظومة تتمنى النجاح، وأن تسير في ركب التطور الذي انتهجته الدولة المصرية مؤخرًا في السنوات الماضية.