تحالف أوبك+ في مواجهة الضغوط الأمريكية لزيادة إنتاج النفط.. من سيربح
يثير الاتفاق النفطي الذي أطلقه تحالف أوبك+ في بداية جائحة كورونا، والذي شارف على الانتهاء، الكثير من التساؤلات في قدرته على الصمود في مواجهة الضغوط الأمريكية التي تطالب بمزيد من ضخ النفط، ليكون السؤال الأهم هو من سيربح؟.
وبحلول شهر أغسطس المقبل، تُجري دول التحالف آخر تخفيضات إنتاج النفط الضخمة التي أقرّتها في عام 2020، فيما يقول مندوبوا هذه الدول الـ23، إنهم منهمكون في بحث ما سيلي ذلك.
وفي الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لزيارة المملكة العربية السعودية –الزعيم الفعلي لمنظمة أوبك- يمهّد المسؤولون الأمريكيون الطريق أمام المملكة وجارتها، الإمارات العربية المتحدة، لتجاوز مستويات إنتاجهما في أغسطس، والإعلان عن المزيد من الإمدادات للمساعدة في الحد من ارتفاع الأسعار التي تجاوزت 110 دولارات للبرميل وفق بلومبرج.
قدرة محدودة
من الناحية النظرية، يضيف الجدول الزمني المتسارع لزيادات أوبك+، ما يصل إلى 648 ألف برميل يوميًا في كل شهر من تلك الأشهر، لكن هذا الرقم رمزي إلى حد كبير، إذ أن معظم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وشركائها، غير قادرين على زيادة الإنتاج أكثر، فيما تقتصر القدرة الإنتاجية الاحتياطية، على عدد قليل من أعضاء المنظمة في الشرق الأوسط.
وتظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرًا لها، أنه بمجرد الوصول إلى الأهداف المحددة لشهر أغسطس في الاتفاق الحالي، سيكون لدى السعوديين والإماراتيين ما يقرب من 2.2 مليون برميل يوميًا من الإنتاج غير المستخدم، ويمثل هذا الرقم حوالي 2% من الإمدادات العالمية، وفي ظل الأسعار المرتفعة التي تهدد بدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود، وكذلك في ظل العقوبات المفروضة على روسيا العضو في أوبك+، فإن المستهلكين سيرحبون بأي كمية إضافية تدخل السوق.
وقال مندوبون في أوبك، إن دولًا أخرى في تحالف أوبك+، تتبادل وجهات النظر بهدوء بشأن الطريقة الأفضل للمضي قدمًا، وسينظر الوزراء في الخطوات التالية إما خلال اجتماع عبر الإنترنت في 30 يونيو، أو خلال اجتماع لاحق في أواخر يوليو أو أوائل أغسطس على أبعد تقدير.
رهانات سياسية
وتسلّط زيارة بايدن إلى المملكة، الضوء على تغيير ميزان القوى لمصلحة الرياض، جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، فمن دون براميل نفط سعودية إضافية، هناك فرصة ضئيلة لترويض التضخم الذي يضرّ بالاقتصاد الأمريكي، وكذلك، فإن نفط المملكة يُعتبر حيويًا أيضًا لدعم الجهود الدولية لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب غزوه أوكرانيا.