بدراسة بحثية.. القومي للبحوث الاجتماعية: الإعلام يكرر النشر عن الانتحار ومحاولاته في مصر دون مبرر
أجرى المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، دراسة بحثية حول مشكلة الانتحار في المجتمع المصري عوامل الخطر والوقاية في التغطية الإعلامية للانتحار في مصر، والتي اعتمدت في منهجية البحث على منهج دراسة الحالة لعدد من المواقع الإلكترونية الصحفية؛ لبحث كيفية تغطيتها للانتحار.
وحللت الدراسة مضمون المواقع الإلكترونية لتلك الصحف خلال مدة ستة أشهر، موضحًا أن إجمالي عدد المواد التي تناولت الانتحار خلال فترة الدراسة، بلغت نحو 527 مادة بمتوسط يقترب من ثلاث مواد يوميا في مواقع الصحف الثلاث، وتوزعت هذه المواد على عشرة موضوعات رئيسية تصدرها موضوع تغطية انتحار مكتمل ثم محاولة انتحار.
واستعرض المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أهم نتائج البحث، والتي جاءت كالتالي:
تعدد عوامل الخطر وارتفاع نسب العديد من المؤشرات والعناصر الدالة عليها في التغطية الإعلامية للانتحار، وأبرزها: تكرار النشر عن حالات الانتحار ومحاولاته في مصر دون مبرر، وارتفاع نسبة استخدام مصطلح الانتحار في العناوين وتركيز عدد كبير منها على ذكر الطقة المستخدمة والموقع وجعلهم موضع الاهتمام الرئيسي، إضافة إلى تبسيط أسباب الانتحار، وتقديمه كنتيجة لعامل أو مشكلة، أو حدث واحد في نسبة كبيرة من المواد، علاوة على استخدام اللغة سواء في العناوين أو في متن النصوص بأسلوب يشير أحيانا إلى انتشار وباء الانتحار، وتقديمه كحل بناء للمشكلات ومواجهة ضغوط الحياة، بجانب غموضه وعدم إمكانية تفسيره، ارتباطه بالموت الفوري دون معاناة، وأيضًا ذكر عدد من التفاصيل الدالة على هوية الأشخاص الذين يموتون بالانتحار سواء في العناوين أو في متن القصص، كما يكثر استخدام الصور المرتبطة بالموت والحزن، وأغلبها صور أرشيفية لجثث ووسائل انتحار أو لأشخاص ينتحرون.
محدودية عوامل الوقاية والمعلومات التي يمكن أن تسهم في تثقيف الجمهور حول حقائق الانتحار، وتزيد من الوعي حوله، حيث تبين انخفاض نسب المواد الإعلامية التي تربط بين الانتحار والاضطرابات العقلية، وتلك التي تركز على التفكير في الانتحار، وبرامج الوقاية، وكيفية التعامل مع شخص لديه أفكار انتحارية
وأن هناك مؤشرات لم يرد ذكرها على الإطلاق مثل المعلومات حول أماكن المساعدة وخدمات الدعم، بجانب عدم اللجوء إلى متخصصي الصحة العقلية والنفسية، إلا في نسبة ضئيلة من المواد، وأيضًا تناول الإحصائيات والبحوث بشكل موسمي وغالبيتها لا يتعلق بواقع الانتحار في مصر.
ويمكن التأكيد على أن الأسلوب الغالب لتغطية الانتحار في مواقع الصحف المصرية أقرب لأسلوب تغطية الجرائم.
ويمكن تفسير تعدد الانتهاكات في ظل غياب المعرفة والوعي بين القائمين بالاتصال داخل المؤسسات الإعلامية بطبيعة المبادئ والمعايير المهنية الواجب استخدامها.