الجمعة 15 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هناك شيء ما خطأ !

الثلاثاء 21/يونيو/2022 - 03:54 م

على خطى غاندي.. اسم فيلم وثائقي عن حياة الزعيم الهندي الشهير المهاتما غاندي، وهو فيلم رائع جدير بالمشاهدة؛ لأنه يكشف لنا كيف تستفيد الشعوب الحية حكامًا ومحكومين، من تجارب ماضيها والكوارث الإنسانية والسياسية التي تمر بها.

 

في هذا الفيلم، قال أحد المؤرخين الهنود عن حادثة اغتيال غاندي على يد متعصب هندوسي: لقد كان اغتيال غاندي نقطة فارقة في تاريخ الهند، صرنا من بعدها أكثر نبلا وأخلاقًا.

 

وهكذا تفعل المحن والتحديات والصدمات الكبرى وتضحيات الشهداء والأبطال  في الشعوب الحية؛ تُوقظ بصرها وبصيرتها وضميرها، وتكشف لها مواطن الضعف والهشاشة، وتُقوي جهاز مناعتها الأخلاقي والإنساني والوطني، وتدفعها لبحث أسباب الخلل، وعن بداية جديدة تتجاوز بها سلبيات وتشوهات وفساد وكوارث الماضي، لتصبح أكثر نبلًا وأخلاقًا وإنسانية وتقدمًا.

 

وأظن أن الحادث الذي هز ضمير المصريين بالأمس، والخاص بذبح طالب جامعي لزميلته بالقرب من أسوار جامعة المنصورة لرفضها الارتباط به، ومعه سلسلة الحوادث الدامية التي وقعت في اليوم ذاته، وتضمنت انتحار طالب جامعي بالمنصورة، وانتحار شاب من فوق برج القاهرة، وقتل أخ لأخته بالأقصر، وقتل زوج لزوجته بعشرين طعنة بحلوان، وغيرها.. كل تلك الحوادث التي وقعت في يوم واحد، يجب أن تدق ناقوس الخطر في عقولنا، وتُوقظ وعينا، وتجعلنا نقول بشجاعة: هناك شيء ما خطأ في مجتمعنا.

 

وتجعلنا كذلك نسأل أنفسنا: كيف أصبحنا كذلك؟ وماذا حدث للمصريين، وكيف صار المجتمع المصري يُفرز كل هذا  العنف، وكل مظاهر اليأس، والرغبة في تدمير الذات والآخر؟ والبحث عن إجابات لهذه التساؤلات يجب أن يكون بعيدًا عن الصراعات والمكايدات السياسية، وبعيدًا عن صخب ومهاترات مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يكون مسؤولية الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة.

 

وإن استطاعت هذه المؤسسات تقديم إجابات علمية وإنسانية رصينة تُرضي العقل والضمير، يُمكننا بعد ذلك أن نغير على ضوئها حكامًا ومحكومين من سلوكنا وأنفسنا وسياستنا وخياراتنا، لتصير هذه الحوادث التي وقعت بالأمس نقطة فارقة في حياتنا، وفي بداية عودتنا لحماية وتحصين مجتمعنا، وفي تغيير أحوالنا للأفضل، ولما هو أكثر نبلًا وأخلاقًا وإنسانية وتقدمًا.

تابع مواقعنا