بعد انتحار شابين.. أزهري: المنتحر ليس كافرًا ولكنه مسلم عاصٍ
علق الشيخ محمد حماد، من علماء الأزهر الشريف، على واقعتي انتحار شابين، أحدهما في مدينة المنصورة عن طريق التخلص من حياته بإلقاء نفسه من أعلى كوبري الجامعة بسيارته الملاكي، والثاني عن طريق إلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة بمنطقة الجزيرة.
أزهري: لا يجوز للإنسان أن يهلك نفسه لأي سبب من الأسباب
وقال العالم الأزهري، خلال حديثه لـ القاهرة 24، إنه لا يجوز للإنسان أن يهلك نفسه لأي سبب من الأسباب؛ كون النفس البشرية ملكا لله سبحانه وتعالي، ومن ثم ليس للإنسان أن يقتل نفسه.
وأضاف العالم الأزهري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن المنتحر: من قتَلَ نفسَهُ بحديدةٍ جاءَ يومَ القيامَةِ وحديدتُهُ في يدِه يتوجَّأُ بِها في بطنِهِ في نارِ جَهنَّمَ خَالدًا مخلَّدًا أبدًا، ومن قَتلَ نفسَه بسُمٍّ فَسمُّهُ في يدِه يتحسَّاهُ في نارِ جَهنَّمَ خالدًا مخلَّدًا، متابعا: أي المنتحر يعذب بما قتل به نفسه.
عالم أزهري: المنتحر ليس بكافر ولكنه مسلم عاصي
وأشار العالم الأزهري، إلى أنه لا يمكن القول بأن المنتحر مخلد في النار؛ لأن هذا الأمر لله ولا يصح أن يحزم به أحد، لافتا إلى أن المنتحر يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين؛ لأنه ليس بكافر ولكنه مسلم عاصي.
وواصل العالم الأزهري بأنه: هناك مشروبات ومأكولات حرمها الله، لكنه أحلها للإنسان في بعض المواضع حفاظا على النفس البشرية، فمثلا الخنزير محرم لكنه قد يأكله الإنسان إذا اضطر لذلك لحفظ النفس البشرية.
وأوضح العالم الأزهري أن للانتحار أسباب كثيرة، قد تكون اجتماعية أو نفسية أو عاطفية أو اقتصادية، غير أن تلك الأسباب ليست مبررا لأن يقتل الإنسان نفسه أو يهلك روحه.
وأكمل العالم الأزهري: قتل النفس حرمه الله، ولنا في قصة الرجل الذي قتل نفسه في المعركة عبرة، حيث قال عنه الرسول إنه في النار؛ لأنه قتل نفسه، ففي إحدى غزوات الرسول كان هناك رجلا لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه من أهل النار، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، متابعا: في النار لأنه قتل نفسه.
أزهري: المجتمع كله مسؤول عن المنتحرين
وقال العالم الأزهري إن المجتمع كله مسؤول عن المنتحرين، حيث إن هناك ضغوطا بالتأكيد أوصلت ذلك المنتحر للتخلص من نفسه، ومن ثم لا بد من بحث تلك الأسباب وعلاجها.
