أول مدير تصوير في السينما المصرية.. الإسكندرية السينمائي يحتفي بالذكري الـ 40 لرحيل أبية فريد
يحتفل مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الثامنة والثلاثين هذا العام بالذكري الأربعين لرحيل أبية فريد أول مديرة تصوير سينمائي في مصر، وهي أول مديرة تصوير في تاريخ السينما المصرية وتعد أول مرأة مصرية تنافس الرجال وتضع للمرأة المصرية موطأ قدم في عالم التصوير السينمائي.
وتعد أبية فريد أو أبية فريد الزغبي كما تقول سجلات المعهد العالي للسينما الأولي علي دفعة 1971 قسم تصوير، وربما لا يعرفها أحد الآن، وربما اختفت ذكراها وراء حجب الزمن، فهي لم تكن قد تجاوزت الرابعة والثلاثين من عمرها عندما اختارها الموت ليفجع فيها أسرتها الصغيرة المكونة من زوج وولد هو كل ماتركته للزوج المكلوم علي زوجته وحبيبته.
لم يفجع خبر الموت أسرتها فقط ولكنه كان صدمة للوسط السينمائي الذي عملت به لمدة أحدي عشر عاما منذ تخرجها 1971 الأولي علي دفعتها علي مدار سنوات دراستها بالمعهد العالي للسينما بمرتبة الشرف الأولى، كما فجع طلبتها بالمعهد حيث عينت معيدة بقسم التصوير بالمعهد.
واستطاعت أبية فريد أن تحفر اسمها بحروف من نور في تاريخ القوي الناعمة كأول امرأة مصرية تخطط حياتها من البداية لتكون أول مصرية تعمل مديرا للتصوير في تاريخ السينما وعمرها المديد، فعندما تنظر في سجل أفلامها تدرك للوهلة الأولي دور هذه السيدة التي استطاعت أن تصنع مع عدسات كاميراها صورة سينمائية مختلفة، ومتميزة.. وأن ترسخ أقدامها بثبات في عالم سيطر عليه الرجال لسنوات طويلة منذ بداية السينما في العالم علي يد الأخوين لوميير في فرنسا 1895م.
وعلى الرغم من أن السينما الروائية المصرية قد قامت في البدايات علي أيدي نساء من مصر مثل بهيجة حافظ وعزيزة أمير، إلا أن دور المرأة كان فقط في مجالات الإنتاج والإخراج وتأليف الموسيقي والأزياء، ولم يرتق قط إلى دخول عالم التقنيات السينمائية، وأن تقف المرأة المصرية خلف الكاميرا لتدير التصوير بثقة وثبات وموهبة يحسدها عليها الرجال، الذين وثقوا في أبية فريد ومنحوها الفرصة تلو الفرصة، خاصة بعد أن أثبتت جدارتها ومهارتها خلال فترة عملها كمساعد ثم مصور قبل أن تقف بمفردها مديرا لتصوير العديد من الأفلام مسلحة بالعلم والموهبة والثقة بالنفس، لتتمكن خلال سنوات معدودة أن تسجل اسمها في سجل الشرف وان تصنع صورة سينمائية تحمل توقيعها.