ذاكرة الأمثال.. القمح يدور وييجي الطاحون
الأمثال لها أهمية كبيرة في حياتنا، فهي ليست مجرد عبارات نقولها في مواقف معينة من أجل التسلية أو الضحك، لكنها تزودنا بالخبرات اليومية والحياتية، كما تعد ذاكرة تحفظ لنا تراث الأجداد، وتعبر الأمثال عن هوية المجتمعات.
ومن الأمثال الشعبية الموروثة؛ قولهم: القط يحب خناقه، ويضرب للئيم يحب من يسيئ إليه ويؤذيه، وبعضهم يروي المثل: القط ما يحبش إلا خناقه، ومن أمثال العرب: أحبّ أهل الكلب إليه خانقه، ويضرب المثل للإنسان اللئيم، الذي إذا أذللته يكرمك وإن أكرمته تمرد.
القمح يدور وييجي الطاحون
أما الأمثال الطريفة المتربطة بالريف: القمح يدور وييجي الطاحون - أي أن مصير كل شيء لما جُعل له، فإن القمح إنما وجُد ليُطحَن ويُعجَن، فمهما يدور أي أن يذهب الناس به إلى هنا وهناك، فمصيره إلى الطاحون.
وهناك تفسير آخر لهذا المثل، حيث يقصد البعض به التهديد، أي عندما يهدد شخصًا آخر بقول هذا المثل فيكون المعنى: أنت متباعد الآن عني ولا تصل يدي إليك، ولكن مرجعك إليّ آخر الأمر.
وأيضًا من الأمثال الطريفة الموروثة؛ قحطانة عملت وحمانة، ويفسر أحمد تيمور باشا؛ المثل في كتابه الأمثال العامية بأن القحطانة: هي النهمة التي تقبل على كل شيء، وأصله من القحط؛ لأن من يصابون بالقحط لا يردون أي طعام يجدونه، ومن عادة الوحمي، أن تشتهي صنوفًا من الطعام، فتوسلت هذه النهمة إلى بغيتها، بأن جعلت نفسها وحمى حتى تسعف بما تشتهي، ويضرب للإنسان الشَّرِه، والذي يتوسل بأي شيء وأي سبب حتى ينال ما يريد.