ضبط النفس.. صفر
أصبح المجتمع المصري يعاني من انتشار بعض الآفات والأمراض المزمنة التي باتت تؤثر على سلوكياته بل وتوجيهاته، وأصبح الشغل الشاغل للمواطن، كل ما هو غير مألوف، بشتى أنواعه، إلا أن المجتمع باتت عينيه آلفتين على الجرائم البشعة التي عبَّرت عن مدى التدهور الكبير الذي وصل إليه المجتمع والانهيار الأخلاقي، وعدم وجود مبادئ وأسس ثابتة لتنظيم العلاقات بين الناس.
وعلى إثر هذا الانحدار الأخلاقي والقيمي؛ راح عدد من الضحايا في المجتمع، بسبب هذا الانفلات، وما تعودوا عليه من أشياء كانت السبب الرئيسي في حدوثها، آخرها واقعة مقتل فتاة المنصورة، فهذه الواقعة خير دليل على الانفلات الأخلاقي، وعدم تقدير الأمور بميزان العقل والمنطق، بل أصبح مناظر الدماء والقتل أمور مألوفة، والمارة يتفرجون على فتاة وهي يتم ذبحها في وسط النهار، في حالة تعجب جعلتهم يفقدون النطق بل والحركة أيضا، إلى أن راحت الفتاة ضحية لطش وتهور طالب.
ضبط النفس
وفي ظل ما تصبوا إليه القيادة السياسية نحو تحقيق التنمية المنشودة في مختلف المجالات؛ لا بد وأن تضع المعيار الأخلاقي أمام عينيها أثناء حالة التغيير داخل المجتمع، فلا طائل من التقدم في مختلف المجالات وهناك أهم عنصر مفقود؛ وهو تحقيق الاستقرار المجتمعي، فلا يمكن صلاح المجتمع؛ ما لم يتم اعتبار الجانب الأخلاقي من أهم ركائز المجتمع التنموي، فبدونه لن تستقيم الأمور بكل تأكيد، ولن يتم تحقيق صلاح المجتمع بأي شكل من الأشكال.
فلا بد من البحث أولًا عن أسباب لهذا الانفلات، ووضع حلول جذرية لمعالجته، والتي ستبدأ من المواطن نفسه؛ من خلال تغيير أفكاره ومعتقداته، وتحويل سلوكياته، بدلا من هدَّامه إلى بنَّاءَة، وهذا ضمن إطار ملف إصلاح هوية الإنسان المصري؛ لأن ذلك سينعكس بكل تأكيد على حالة الاستقرار بالمجتمع، فضلا عن ضرورة توجيه الإعلام وصناعة السينما والدراما بأهمية صناعة محتوى أخلاقي وقيمي، يستهدف تجريم مثل هذه الجرائم، ويخلق حالة للابتعاد عنها، فضلا عن تكثيف جهود الجهات المعنية؛ من خلال حملات التوعية بضرورة ضبط النفس والتروي في معالجة المشكلات التي أصبح الطريق إليها ممهدًا لارتكاب الجرائم.