مترجمون في ملتقى جابر عصفور: الراحل امتلك مشروعا كاملا للنهضة بالترجمة
تتواصل جلسات ملتقى جابر عصفور الإنجاز والتنوير في المجلس الأعلى للثقافة لليوم الثاني على التوالي، بحضور عدد من المبدعين العرب.
وتحدث في المؤتمر الدكتور محمد حمدي إبراهيم أستاذ اللغة اليونانية بجامعة القاهرة، عن علاقة العالم العربي بالترجمة، وأنها تعود إلى أواخر العصر الأموي وبدايات العصر العباسي حين احتفى العرب والمسلمون بما أنتجه العالم الغربي من مؤلفات قيمة لأرسطو وغيره.
وتطرق محمد حمدي إلى فترة أمانة جابر عصفور للمجلس الأعلى للثقافة، حيث قال عصفور له إن لديه منظور شامل للثقافة قل من يملكه، وكان هذا المنظور قائمًا على التجديد والتغيير أهله لتلك المدة الطويلة لفترة أمانته للمجلس.
وتابع محمد حمدي: حين فكر عصفور في تأسيس المشروع القومي للترجمة كان لديه مشروع كامل للنهضة بالترجمة، فلم يكن الأمر لديه مجرد بناء، بل كان الهدف الأساسي من المشروع الترجمة عن الأصول وليس عن ترجمة وسيطة.
وأضاف أن أهم مميزات مشروع جابر عصفور للترجمة أنه كان يرفض إلا أن يترجم عن الأصل، ولا يجيز أي كتاب إلا بعد مراجعة شخص ذي ثقة في علمه، وقد رصد مكافآت مرتفعة في ذلك الوقت للمترجمين حتى صار المركز القومي للترجمة أعلى مكان يمنح مكافأة عن الترجمة في مصر.
من جانبها، قالت الدكتورة مكارم الغمري أستاذ اللغة الروسية بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن الحديث عن جابر عصفور متشعب، فقد كان يعلم بحق قيمة الترجمة بصفته باحثًا ومترجمًا ومسؤولًا، وله إسهامات عديدة في مجال الترجمة، ومن أهمها عصر البنيوية، واتجاهات النقد المعاصر، وقد كانت كتبه المترجمة يقدمها بمقدمات رصينة يحرص فيها على ذكر اسم العمل ومؤلفه الأصلي.
وتابعت أن أهم ما يميز جابر عصفور أنه كان يشير إلى أي تغيير ولو طفيف يحدث سواء في عنوان الكتاب أو في التفاصيل الداخلية، وقد ظهر اهتمام عصفور بالترجمة في فترة مبكرة منذ رأس تحرير مجلة فصول، وحرص على تقديم الدراسات المترجمة بجانب المقالات والأبحاث العادية بالمجلة.