قائد قوات الدفاع الجوي لـ القاهرة 24: المتغيرات الدولية تجعل امتلاك قوة الردع وأساليب مجابهتها ضرورة للدفاع عن الحقوق وحماية الأمن القومي | حوار
تحتفل قوات الدفاع الجوي غدًا الخميس 30 يونيو، بعيد قوات الدفاع الجوي، والذي يتزامن مع ثورة 30 يونيو المجيدة، ليصبح يوم 30-6 يومًا للصمود والإباء والوطنية والفداء، فبينما يعود عيد الدفاع الجوي لإنشاء حائط الصواريخ، كرس المصريون أيضًا حائطًا لصد الفكر المتطرف، وتغيير هوية مصر التي تأبى أن تكون لغير المصريين، بسواعد أبنائها وأيادي قواتها المسلحة..
وبالتزامن مع عيد قوات الدفاع الجوي كان لـ القاهرة 24 حوارًا خاصًا مع الفريق محمد حجازي، قائد قوات الدفاع الجوي والذي تحدث عن العديد من الملفات الهامة، وسبب اعتبار هذا اليوم عيدًا لقوات الدفاع، وأشياء أخرى نستعرضها في الحوار التالي.. وإلى نص الحوار:
تحتفل قوات الدفاع الجوي كل عام في 30 يونيو بعيد الدفاع الجوي نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على أسباب اختيار ذلك اليوم؟
صدر القرار الجمهوري رقم 199 الصادر في الأول من فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة، وتحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصل بأحدث الطائرات "فانتوم - سكاي هوك" ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة، في ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجمعات الدفاع الجوي صباح يوم 30 يونيو 1970 من إسقاط 2 طائرة فانتوم، و2 طائرة سكاي هوك وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى 12 طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم واتخذت قوات الدفاع الجوي يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيدًا لها، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة ومنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية.
يتردد دائمًا أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوي كلمة حائط الصواريخ نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء بماذا تعني هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي عن التجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كم شرق القناة هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة وهنا يجب الإشارة إلى التلاحم بين الشعب المصري وأبنائه من قوات الدفاع الجوي أثناء الإعداد والتجهيز للحرب حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوي ومن خلفهم أبطال الشركات المدنية للإنشاءات أثناء تجهيز الدشم المحصنة وكذلك توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال الدفاع الجوي والمدنيين من شعب مصر العظيم كان العدو ينجح في معم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده وقام رجال الدفاع الجوي بدراسة بناء حائط الصواريخ.
إن الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع كيف قام الدفاع الجوي المصري بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973؟
إن الحديث عن حرب أكتوبر73 لا ينتهي وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوي كافة الأحداث وسوف نكتفي بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي في هذه الحرب ولكي نبرز أهمية هذا الدور فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استرتيجية.
تعتبر منظومة الدفاع الجوي المصري من أعقد منظومات الدفاع الجوي في العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة
هناك صراع دائم ومستمر بين منظومات الدفاع الجوي وأسلحة الجو المتمثلة في العدائيات الجوية الحديثة التي أصبحت لا تقتصر على الطائرات المقاتلة بل شملت أسلحة الهجوم الجوي الحديثة المسلحة بها الطائرات وبرز حاليًا التحدي الأكبر وهى الطائرات الموجهة بدون طيار بتعدد استخداماتها وأساليبها وإمكانيتها وأضيف عليها الصواريخ البالستية والطوافة وكافة أنواع الأسلحة الذكية ذات الأبعاد المتعددة والمزودة بإمكانيات تكنولوجية وفضائية.
مما يستوجب تواجد منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة من مصادر تسليح متنوعة من دول مختلفة سواء الشرقي أو الغربي بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات في العالم وهذا يتطلب جهدا كبيرا لتتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات.
وتتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات تعمل في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوي ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة
وتولى القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة اهتماما كبيرًا في دعم قوات الدفاع الجوي بتوفير أحدث الأنظمة من عناصر الاستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وكذا تطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن قوات الدفاع الجوي من التعامل مع كافة التهديديات والتحديات الحديثة.
أدى التطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح في معظم دول العالم، فما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي؟
في عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإليكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية الجودة مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها ولكن هناك شيء هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل في إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة الدفاع الجوي تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني الإستراتكروزر المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة ونحن لدينا اليقين بأن السر لا يكمن فقط في ما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير في أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة علاوة على الارتقاء المستمر بمستوى تأهيل الفرد المقاتل.
لو راجعنا سيناريو الحروب الحديثة سواء السابقة أو الحالية، الحرب الروسية الأوكرانية، نجد أن تحييد سلاح الدفاع الجوي يأتي كأسبقية أولى في أي حرب ممكن سيادتك توضح لنا ما يمثله ذلك من عبء على قوات الدفاع الجوي ؟
نتيجة المتغيرات الحادة التي تشهدها الساحة الدولية اليوم والتطور السريع والحاد في تكنولوجيا التسليح فإن امتلاك قوة الردع وأساليب مجابهتها أصبح أكثر طلبًا وأشد إلحاحًا وأصبحت القوة العسكرية لأى دولة من المتطلبات الأساسية للدفاع عن الحقوق ولحماية المصالح ولدرء المعتدين صونًا لأمنها القومي
ويأتي دور قوات الدفاع الجوي ليؤكد هذا المضمون في ظل التوسع في استخدام القوات الجوية وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة بصورها ومدياتها المختلفة حيث يتم بصورة مستمرة متابعة كل جديد في مجال تكنولوجيا التسليح أو فكر الاستخدام لأسلحة الهجوم الجوي المتطورة وتنفيذ الدراسة والتحليل اللازم للوصول لأنسب تطوير مطلوب في الأسلحة والمعدات وتحديث فكر الاستخدام وأساليب التدريب لمقاتلي الدفاع الجوي وقوات الدفاع الجوي كأحد الأفرع الرئيسية لقواتنا المسلحة تسعى جاهدة إلى أداء المهام المنوطة بها بعزم رجالها وتوجيهات القيادة العامة في إطار المهمة الرئيسية للقوات المسلحة للمحافظة على الأمن القومي المصري وحماية سماء مصرنا الحبيبة
وتظهر أهمية دور الدفاع الجوي من خلال طبيعة المهمة الملقاة على عاتقه لمواجهة أي تهديدات محتملة في أي وقت وتحت مختلف الظروف بالإضافة إلى الاستغلال الأمثل للإمكانيات لتنفيذ تلك المهمة الدائمة والمستمرة بمراقبة وتأمين المجال الجوي المصري وتأمين التجمعات الرئيسية للقوات المسلحة والأهداف الحيوية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية لاكتشاف العدو الجوي وإنذار القوات عنه في التوقيت المناسب والتي تتطلب استعدادا قتاليا وكفاءة قتالية عالية في السلم والحرب لاستيعاب التكنولوجيا المتقدمة فرجال الدفاع الجوي هم عيون مصر الساهرة.
توصف قوات الدفاع الجوي دائمًا بأنها درع السماء القادر على صد أي عدوان جوى سيادة الفريق نطلب من سيادتكم رسالة طمأنينة للشعب المصري عن قوات الدفاع الجوي ؟
في البداية أود أن أوضح أمرا هاما جدًا نحن كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة إلا أننا في ذات الوقت نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة والتهديدات التي تتعرض لها كافة الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ليست بعيدة عن أذهاننا ولكن يظل دائمًا وأبدًا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها في المحافظة على كفاءتها سلماُ وحربًا وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي،،، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة في مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح، ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع استعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقًا لحسابات ومعايير في غاية الدقة فإننا دائمًا نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز باستشراف الغد وبالتطوير المستمر.
أؤكد للشعب المصري أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولي قوات الدفاع الجوي كافة الدعم لضمان التطوير المستمر بكافة أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوي لإمتلاك القدرة وعلى المستوى الذى يليق بالدولة المصرية.