البابا فرنسيس: المصالحة بين المسيحيين المنفصلين أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس وفدًا من البطريركية المسكونيّة يرأسه رئيس الأساقفة جوب، يرافقه المطران أدريانوس والشماس برناباس غريغورياديس، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه.
وخلال اللقاء قال البابا فرنسيس: قد شاركتم بالأمس في عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس لقد كان حضوركم في الليتورجيا الإفخارستية مصدر فرح عظيم لي وللجميع، لأنه أظهر بشكل مرئيٍّ قرب كنيسة القسطنطينية ومحبتها الأخوية لكنيسة روما. أطلب منكم أن تنقلوا تحياتي وامتناني إلى الأخ العزيز البطريرك المسكوني برتلماوس، وإلى المجمع المقدس، الذين أرسلوكم إلى هنا بيننا.
علامة ملموسة على أننا قد تخطّينا زمن البعد واللامبالاة
وأضاف البابا فرنسيس: إن التبادل التقليدي للوفود بين كنيستينا بمناسبة أعياد شفعائنا هو علامة ملموسة على أننا قد تخطّينا زمن البعد واللامبالاة، الذي كان يُعتقد خلاله أن الانقسامات كانت واقعًا لا يمكن تداركه. أما اليوم، إذ نشكر الله، وبالطاعة لإرادة ربنا يسوع المسيح وتوجيه من الروح القدس، تسير كنيستانا قدمًا بحوار أخويٍّ ومثمر وتلتزم بطريقة مقنعة ولا رجوع عنها في مسيرة نحو إعادة إحلال الشركة الكاملة. في هذا الصدد، أود أن أتوجه بفكر ممتن إلى الذين أطلقوا هذه المسيرة. بشكل خاص يطيب لي أن أتذكر، قبل أيام قليلة من الذكرى الخمسين لوفاته، البطريرك المسكوني أثيناغوراس، الراعي الحكيم والشجاع الذي لا يزال مصدر إلهام لي وللكثيرين، والذي قال: "كنائس شقيقة، شعوب إخوة".
أضاف: إنَّ المصالحة بين المسيحيين المنفصلين، كمساهمة في تهدئة الشعوب المتنازعة، تبدو اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، بينما يهزُّ العالم عدوان حرب وحشي لا معنى له، ويتقاتل فيه العديد من المسيحيين فيما بينهم. ولكن إزاء فضيحة الحرب، لا داعي أولًا لأخذ الاعتبارات: وإنما هناك البكاء والمساعدة والارتداد.
أردف البابا فرنسيس: إنَّ البحث عن وحدة المسيحيين ليس فقط مسألة داخلية داخل الكنائس. وإنما هو شرط أساسي لتحقيق أخوة عالمية حقيقية تتجلى في العدالة والتضامن تجاه الجميع. لذلك، يُطلب منا نحن المسيحيين أن نفكّر بجديّة.