رغم عدم إكمال تعليمها.. فتاة سوهاجية تتحدى الصعاب والتقاليد وتتفوق في المجال الأدبي
حلمٌ كبير سكن ضلوع الشابة العشرينية (دعاء العاصي) ابنة محافظة سوهاج، وهو أن تحجز لها مقعدًا بجوار كتَّاب الأدب المتميزين ليس في مصر فقط، بل على مستوى العالم العربي، لذا راحت تستغل موهبتها، وتحاول إصقال أدواتها وتعزيز مخزونها اللغوي والأدبي، متحديةً كل الإحباطات من حولها، متخطيةً حاجز العادات والتقاليد، حتى تمكنت أخيرًا من قطع الخطوات الأولى في مشوارها، بكتابة ونشر أول روايتين لها.
اسمها (دعاء عاصي علي الدين) والشهرة دعاء العاصي، ولدت في أسرة متوسطة الحال بإحدى قرى مركز طما شمال محافظة سوهاج، لم يشأ الله لها إكمال تعليمها بسبب العادات والتقاليد، ما جعلها تترك الدراسة وتخرج من المدرسة بعد إنهاء الصف الثاني الثانوي.
مشوار أدبي يتحدى العادات والتقاليد
بدأت مشوارها الأدبي الفعلي منذ عام ونصف تقريبًا، عندما قامت بكتابة بعض الخواطر على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم المشاركة في نشر كتاب خواطر ورقي مجمع يُسمى "مسارات القلوب" ومن ثم كتابة روايتها الأولى، وتليها بثلاثة شهور رواية أخرى، وتتصنف الروايتين على أنهما دراما إجتماعية ذات عبرة.
نالت (دعاء) تشجيعًا كبيرًا من الأهل والأصدقاء ومن بعدهم كل الأشخاص الذين قرأوا رواياتها عن طريق رسائلهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يكن الطريق أمامها سهلًا، فهي تعيش في مجتمع صعيدي، فمرت بالعديد من العقبات، كان من أكثرها صعوبة، هي نشأتها في بيئة صعيدية لا تعترف بما يُسمى موهبة، وخاصة للفتاة ونادرًا ما يكون هناك دعم لأي موهبة.
لم تشغل دعاء بالها بالمحيطين بها، أو بالانتقادات التي وُجهت لها، وراحت تضع أقدامها على أول السلم، لتبدأ مشوارها الأدبي من قلب الصعيد.
أمّا بالنسبة لرأي المجتمع المحيط، فينقسم إلى رأيين أحدهما يشجع ويدعم ورأي آخر يسأل ما الفائدة التي تعود عليها من الكتابة فهم لا يعلمون أن الفائدة كلها في الكتابة ذاتها وفي إستخراج ما بداخل عقلها من أفكار على هيئة قصص وروايات وخواطر.
رغم نشأته الصعيدية.. الأب يتبنى ابنته في مشوارها الأدبي
تعيش (دعاء) في أسرة مكونة سبعة إخوة، ترتيبها كانت الوسطى بين أشقائها، وكان لوالدها دور كبير في مشوارها وتشجيعها، كان دائمًا ما يرافقها في رحلة السفر عند قيامها بتوقيع عقد الروايات أو لحضور حفل تكريم، كان ملازمًا لها في مشوارها، يخاف عليها ويحنوا عليها ويرى فيها ما تراه هي في نفسها.
برغم صغر سنها وتعليمها الذي لم تكمله، إلا أنها طورت من نفسها واستطاعت أن تواجه كافة التحديات التي واجهتها ومازالت تواجهها حتى الآن، فقامت بنشر روايتين، وفي طريقها إلى إصدار كتابها الثالث وهو عبارة عن مجموعة قصصية مختلفة المواضيع، وهي ترى في نفسها أنها ستصبح شخصية ناجحة ذات تأثير كبير في المجتمع بشكل عام وفي البيئة الصعيدية بشكل خاص.