مدير التصوير أحمد المرسي: استعنت بكاميرات حديثة لم تُستخدم بمصر خلال فيلم كيرة والجن.. والمنتجون متواطئون في ابتعاد داوود عبد السيد | حوار
مهاراته ورؤيته الفنية المبتكرة فرضا نفسهما على المجال الفني، ليكون من أشهر مديري التصوير في مصر والوطن العربي، فعندما ترى كادر لـ أحمد المرسي، تستمتع به وكأنك ترى لوحة فنية مبدعة، ومع كل خطوة في مشواره الفني تكون مليئة بالمفاجآت، حيث أدهش العالم جميعًا عندما أخرج لوحات مُبدعة في حفلي نقل المومياوات الملكية وطريق الكباش، وتتوالى المفاجآت بكادرات مُدهشة في فيلم كيرة والجن، الذي استغرق 4 سنوات في تحضيره، وضم أكبر نجوم في الوطن العربي.
وحاور القاهرة 24 مدير التصوير أحمد المرسي، وإلى نص الحوار..
فيلم كيرة والجن تاريخي.. فما أصعب ما وجهته خلال العمل؟
صعوبة الفيلم تكمن في إطاره التاريخي، حيث إن الأفلام التاريخية أصعب من الأفلام المعاصرة؛ لأن معظم الأدوات المستخدمة من سيارات وديكورات وملابس نضطر لصنعها بما يواكب العصر الذي نتناول به أحداث الفيلم، وواجهنا تغير العديد من الأماكن مما جعلنا نوجد لها بدائل، وذلك الأمر تطلب للكثير من التحضيرات، ومذاكرة تلك الفترة التاريخية، حتى تكون تفاصيل الفيلم دقيقة ولا يسخر منا الجمهور عند المشاهدة، بالإضافة إلى حرصنا على خروج عمل تاريخي بأفضل شكل ممكن.
أما بالنسبة للتصوير، فكانت الفترة الزمنية الخاصة بالفيلم كانت الإضاءة بها مختلفة كثيرًا، وذلك تطلب دراسة وتخيل لتلك الفترة، لمعرفة الأدوات المستخدمة في الإضاءة وكيفية استخدامها، خاصةً أن معظم مشاهد الفيلم خارجية تتراوح ما بين حركات المقاومة وعمليات ضد الإنجليز.
هل هناك أدوات سينمائية حديثة استخدمتها خلال التصوير؟
استخدمت أدوات حديثة، منها كاميرا Alexa LF، لم يستخدمها أحد بمصر من قبل، بالإضافة إلى استخدامي كاميرا Black magic pocket، في المشاهد التي كنا نصورها في أماكن ضيقة.
حدثنا عن تحضيرات الفيلم مع المخرج مروان حامد
تحدثت مع مروان حامد في تفاصيل عديدة بالسيناريو، وكيفية سير الأحداث بمنطقة خاصةً تناول العمل بفترة زمنية قديمة، ومنها وسائل التواصل المستخدمة حينها، بالإضافة إلى دراسة الفترة التاريخية المتناولة بالأحداث وطريقة استخدام المعدات إلى جانب التخطيط الدقيق لكل تفصيلة؛ لأن عامل الوقت مكلف، فكنا نحاول قدر الإمكان نوفر أي ثانية تحدث فارق في الميزانية ونكون أمناء عليها، ونخرج بأفضل صورة بأقل التكاليف.
يسجل فيلم كيرة والجن التعاون الخامس مع المخرج مروان حامد.. فما سر الكيمياء بينكما؟
بدأت علاقتي بمروان حامد منذ الدراسة بالمعهد العالي للسينما، وعملنا سويًا فترة طويلة بمجال الإعلانات، وكلانا لدينا طموحات كبيرة، استطعنا تحقيق جزء كبير منها، ونحفز بعض دائمًا على الأفضل ونحتوي بعضنا البعض في الأزمات، هذا إلى جانب وجود تفاهم وكيمياء بينا ومرونة تجعلنا نفهم بعضنا البعض فنجد سلاسة في التعامل.
بدأ تصوير الفيلم خلال فترة انتشار كورونا.. كيف أثرت تلك الجائحة على العمل؟
كان الخوف في نفوس كل العاملين في بداية تصوير الفيلم، خوف من شر المرض وضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، وخوف على الممثلين الذين يعملون دون كمامات.
وزادت كورونا من تعطيل وصعوبة الفيلم، فكنا نضطر لإيقاف التصوير لإصابة أحد الصناع، وكان يزداد قلقنا عند السفر لزيادة المتطلبات.
عملت أيضًا مع المخرج داوود عبد السيد في فيلم رسائل البحر.. فكيف ترى ابتعاده عن الإخراج خلال الفترة الحالية؟
ابتعاده عن الإخراج خسارة كبيرة والمنتجين متواطئين في ذلك الأمر؛ لأننا لا نرى إنتاج مكثف لشخصية مهمة وفيلسوف سينما مثل دوواد عبد السيد، وأطمح ألا تكون تلك هي نهاية مشواره الفني، ويستكمل مسيرته الكبيرة.
أخرجت للعالم أبرز حدثين شهدتهما مصر وهما احتفالية نقل المومياوات وطريق الكباش.. حدثنا عن تأثيرهما على مشوارك الفني؟
فخور وسعيد جدًا بإخراجي عملين من أكبر الاحتفاليات في مصر والوطن العربي، وكان الأمر صعبًا، حيث إنه لا يوجد أي خبرة سابقة في العالم عن ذلك النوع من الاحتفاليات، فكانت مسئولية كبيرة؛ لأن العالم يرى عمل وطني كبير ومهم، كما يعبر عن حضارتنا العريقة، فكان التخطيط لذلك العمل صعب وكبير، ولكني سعيد وفخور بالنتيجة، وأرى نتائجهما داخل وخارج مصر، كما أنهما بثا في نفوس الشعب المصر الفخر والاعتزاز والثقة الذي افتقدناهم نوعًا ما خلال الفترة الماضية.
مسرحية كوكو شانيل أول أعمالك المسرحية.. ما الذي جذبك للمشاركة بها؟ وكيف تعاملت مع الفنانة شيريهان؟
تعد مسرحية كوكو شانيل أولى تجاربي في المجال المسرحي، وحمستني الفنانة شيريهان للمشاركة في ذلك العمل، للتعامل مع قيمة فنية كبيرة مثلها، وكان تحدي كبير بالنسبة لنا، وذلك لصنع عمل يواكب التطور في المجال الفني، خاصةً بعد توقف شيريهان عن التمثيل فترة كبيرة، بالإضافة إلى خروج عمل يليق بعودتها وموهبتها الكبيرة.
إذا كنت نقيب السينمائيين.. ما أول قرار ستتخذه؟
سأخاطب جميع الجهات المسئولة لتسهيل عمليات التصوير من تسهيل إجراءات التصاريح وتقليل المصاريف، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المختصة لنقل الخبرات الأجنبية لنا، من خلال تصوير أعمالهم الفنية في مصر، مثلما يحدث بالمغرب والأردن، وذلك لتبادل الخبرات الأجنبية ودخول عملة صعبة؛ لأن استخراج التصاريح وجميع إجراءات ذلك الأمر في غاية الصعوبة، مما يجعل الأجانب يلجؤون للتصوير في بلدان أخرى.
هل نرى خطوة لك في السينما العالمية عن قريب؟ وأيضًا خطوة في المجال الدرامي؟
طموحي ليس له سقف، وأتمنى التعاون مع بلدان وثقافات أخرى، ولكن حتى الآن لا يوجد لدي خطة أعمال عالمية واضحة، أما بالنسبة للدراما، فهناك العديد من المشروعات معروضة عليّ، سأختار منهم المناسب لي، ولكن بعد الحصول على قسط من الراحة، بعد فيلم كيرة والجن.