الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"اللُطف المصري"

الجمعة 01/يوليو/2022 - 06:56 م

• لو كنت من سكان محافظة المنيا أكيد وبنسبة 90% هتكون سمعت عن عم " عماد سمير".. صاحب استديو تصوير فوتوغرافي بقاله أكتر من 40 سنة في المهنة وآلاف العرسان اتصوروا في ليلة العمر على إيده.. مع تطور الزمن اللي بقى بيجري أسرع من الصاروخ اتطورت مهنة التصوير زى كل حاجة في حياتنا ولاحظ عم "عماد" إن الناس في الأفراح مابقوش يعتمدوا على المصور القديم اللي في الأستديو لكن على المصورين الشباب اللي بيعملوا فوتوسيشن بأسعار كبيرة بأفكار مختلفة وحديثة عن المكان المقفول.. عم "عماد" عنده ابن اسمه "مينا" عنده 20 سنة وهو كمان بيحب التصوير.. لاحظ الأب إن الإبن بيصور بطريقة مختلفة وجذابة وبتشد العين وحديثة.. بس المشكلة اللي لاحظها عم "عماد" إن "مينا" مش بيحب يشتغل على الفوتوشوب أو الإيديت على الصور!.. حاول بس مش حابب أو مش عايز!.. عم "عماد" كان فاهم إن التفصيلة دي مهمة بمعايير الزمن دلوقتي في أى صور بتتصور فقرر يعمل حل مختلف!.. قرر الأب يسافر من المنيا للقاهرة عشان يقعد هناك 3 شهور كاملين ياخد فيهم كورس مكثف للإيديت والفوتوشوب عشان يطبقها على الصور اللي بيصورها "مينا" عشان مايبقاش شغل ابنه ناقصه أي حاجة!.. عم "عماد" قال في حوار مع الصحفية "داليا أشرف" في موقع "القاهرة 24": (لقيت حماس "مينا" قل ومش غاوي إيديت، وعرفت إنه أكثر حاجة بتفرق في التصوير، وكمان إيده حلوة في الشغل، فقررت أتعلم عشان أساعده وأدعمه، وبعدين لازم أشوف الجديد عشان أخلي ابني في الصف الأول مع الشباب اللي زيه، حتى لو هو مش حابب أنا أساعده، والتعليم ميعرفش سن.. الإنسان لازم يفضل يطور من نفسه، وده واجبي ناحية نجلي).. أب زي الدهب وفيه من حلاوة وجمال معظم أبهاتنا.

عم عماد سمير أثناء تعلمه الفوتوشوب لمساعدة ابنه

• فيه طالبة مصرية اسمها "جهاد أحمد محمود" وبتدرس في كلية الحسابات والذكاء الاصطناعي في الغردقة شاركت في المسابقة العالمية للروبوت Robocup Asia Pacific 2022 واللي تعتبر أهم مسابقة عالمية للروبوتات.. طيب عظيم.. لأ مش عظيم.. هو إنتي شاركتي ليه يا "جهاد" وهل إنتي مؤهلة فعلًا للمشاركة!.. يعني إيه هي معايير الاختيار!.. لأ لحظة.. هو أصلًا مينفعش أي حد يشارك كده وخلاص مادامت المسابقة عالمية وبالتالي مفهوم إن بنت مصر "جهاد" أكيد مميزة عشان تبقى موجودة هناك بدليل إنها شاركت بعد ما أخدت المركز الأول في تصفيات جمهورية مصر العربية وده اللي خلاّها تشارك.. الأجمل أكتر وأكتر بقى إن "جهاد" أخدت المركز الثالث في المسابقة بعد سنغافورة والصين وبعد منافسة شديدة مع 42 دولة و170 متسابق.. بنتنا كان ليها رأى تاني ورفعت راسها وراسنا. 

الطالبة جهاد أحمد محمود

• شاب مصري محترم اسمه "خالد مجاهد" بيشتغل مدرس مساعد في قسم الصحة النفسية في جامعة الأزهر قرر يقدم ضمن المحتوى الخاص برسالة الدكتوراة بتاعته تجربة إنسانية مُلهمة يساعد من خلالها الأطفال مرضى السرطان بأنشطة فنية وترويجية تساعد في خفض بعض الاضطرابات النفسية عندهم.. عمل إيه؟.. د."خالد" اختار مستشفى دار السلام للأورام عشان تبقى هي المكان اللي يقدم من خلاله تجربته الإنسانية وفعلًا فضل لمدة 6 شهور يعالج الأطفال بالفن من خلال أنشطة متنوعة.. قدم لهم برنامج كامل لمدة 36 جلسة عن الاضطرابات النفسية، وحاول يعالجها بالرسم، وطلع منهم أولاد موهوبين جدا، وعملوا لوحات غاية في الجمال، وما زال بيروح المستشفى مرة كل أسبوع بعد ما قرر يتطوع فيها.. د."خالد" تعامل مع 30 طفل وكان بيقابلهم 3 مرات كل أسبوع وكان بيتكلم معاهم عن تقدير الذات والتمسك بالأمل وبيشجع الموهوبين منهم إنهم يكملوا وحكى ليهم عن أطفال أبطال قدروا يحاربوا السرطان وينتصروا عليه.. الموسيقى كمان ليها مكان في المستشفى اللي بتضم في غرفة منها كل أنواع الآلات الموسيقية وأطفال أعمارهم ما بين 6 لـ 12 سنة عملوا شغل رائع وعبروا عن نفسهم من خلال تعلم العزف.. العظيم وزى ما بيقول د."خالد" إن الموضوع فرق بشكل إيجابي مع الأطفال اللي بدأوا يتواصلوا مع بعض وفيه منهم كان بيزوروا بعض في الأوض بتاعتهم ويتعرفوا على بعض لدرجة إن الأعراض الاكتئابية قلت بنسبة 62%.. د. "خالد" هيناقش رسالة الدكتوراه الخاصة بيه بعد عيد الأضحى بإذن الله لكنه وعشان تحمس للمردود الإيجابي اللي شاف الأطفال عليه قرر يكمل بشكل تطوعي في نفس اللي كان بيعمله حتى بعد مناقشة الرسالة عشان تبقى عادة ثابتة.

الدكتور خالد أثناء ورشة العلاج بالفن

• فيه أخبار معينة كده دماغنا بقت متعودة إنها تشوفها في إطار معين وهو الإطار الأجنبي لدرجة إن معظمنا متبرمج إنه لما يسمع الخبر من دول يتكلم فورا عن إنسانية الغرب وشوفوا الرحمة اللي عندهم وحفاظهم على حقوق الحيوان وكلام كتير في نفس الزاوية.. بس الحدث حصل في مصر، والتعامل الإنساني ده كان بأيادي مصريين!.. إزاي؟.. اللي حصل إن رواد شاطئ في الغردقة فوجئوا بـ سلحفة خرجت على الشاطئ ومش قادرة تسبح وواضح عليها الإعياء وبطء الحركة!.. المصيفين بلغوا جهاز محميات البحر الأحمر اللي اتحرك فورًا وجابوا السلحفة وسلموها لمعهد علوم البحار في الغردقة!.. بدون تأخير تم فحص السلحفة بعد تخصيص فريق من أطباء معهد علوم البحار وتم البدء في علاج السلحفة بعد وضعها في حوض كبير فيه ماء البحر وتوفير الجو المناسب ليها.. بعد الفحص تبين إنها بتعاني من تعب في الأمعاء والمعدة ورفضت الأكل في البداية لحد ما استجابت للأكل بعد 24 ساعة من علاجها، وبدأت حالتها تتحسن من ناحية السباحة.. متخيل؟.. 24 ساعة كاملة طقم أطباء كامل قاعدين جنبها لحد ما قدرت تسترد عافيتها!.

السلحفة بعد إنقاذها من معهد علوم البحار المصري

• الأسبوع اللي فات كان أسبوع مرهق على كل المستويات بسبب كمية الأخبار المفجعة اللي كانت بتيجي خبر ورا التاني ومع كل خبر بيتساب خدش في النفسية اللي أصلًا مش متحملة.. صحيح إن الوحش دايمًا هو اللي بياخد العين والاهتمام بس برضه محدش يقدر ينكر إننا عايشين ومكملين بشوية اللُطف المصري اللي بيحصلوا دايمًا سواء حوالينا أو في محافظة ما من خلال شخص ما بمجرد ما بنعرفهم بيتعدل المزاج طوالي!.. بنكمل بالناس اللُطاف المُبهجين، وبينزاح بوجودهم جزء كبير من العتمة اللي بيتسبب فيها غيرهم. 

تابع مواقعنا