أنت طالق
هكذا انتهت العبارة بعد عشرة سنين من الأيام والكأبة، والروتين اليومي الذي ما يتكرر دوما والذي يردده دائما إيقاع الحياة التي نعيشها مع معظم الأزواج، ولان الحياة مليئة بالمتعرجات والمعتركات كما إنها لا تخلوا أبدًا من المنحنيات تمام بتمام كالطرقات التي نسير فيها ففي كل لحظة تتزايد معدلات الطلاق وتتفكك الاسر راسا علي عقب وتنقلب الموازين، ولأنه علي قدر الفرص تكون المنح والعطايا، فثمة شعور ووجع عندما يراهن الزوج علي زوجته ولا يكون هناك مودة، ولا رحمة، ولا سكينة بينهم.
وكذلك فان النظرة الشاملة للأمور تحدث نوعا من التواصل الاجتماعي بين الاسرة الواحدة، كما أن إدارة الازمات دائما تحتاج الي قائد محنك، فعلي رب البيت أن ينجو بالسفينة وعلي الزوج أن يكون حاضرا مع الزوجة في معظم المواقف فيشاركها أوقاتها بمعني الاحتواء وهي الطاقة الإيجابية التي تبحث عنها وتحبها كل النساء في الرجال، فلا ضر أن تتدرب وتتعلم كيفية معاملة النساء؟
ما يخلق المشكلة:-
هناك مسببات تقود الي فشل العلاقة الزوجية تأتي علي راس هذه القائمة الخيانة الزوجية، والتنصل من تحمل المسئولية والإهمال بالإضافة الي عدم تلبية الرغبات وقلة العناية بالأطفال وعدم القناعة والرضا بما الت اليه الأمور وفي بعض الأحيان نجد أن تدخل الاهل هو من أكبر مسببات الطلاق.
هذا ولان الرجال عادة ما يكونوا أكثر سخاء ولطفا وظرفا واستظراف مع غير زوجاتهم... ولان معظم الرجال تشعر في الرغبة بزوجة جميلة تحاكي في جمالها هيفاء أو تبحث عن عيون زرقاء الي ما لا حصر له من متطلبات الرجال التي لا تنتهي.
ولان الزوجات في الغالب الا من رحم ربي تري مميزات وجاذبية الرجال في غير أزواجهن وتلحظ أي تطور علي أي رجل في العمل ما لا تلحظة في زوجها ولا تفعل أي شيء سوي المراقبة ثم تعقبه بالمقارنة التي غالبا ما تكون ظالمة لأنها باختصار في غير ظروفها وفي الغالب ما تبحث عن محور واحد من الحياة وليس عن حياة بمفهومها الواسع من تربية وتعليم وحل مشكلات وتبادل أدوار...
والزواج القائم علي الحب والتفاهم أمر جميل، لكنه لا يكفي وحدة فالزواج التزام طويل الأمد بين الطرفين فيه لابد من ترك مساحة للتنفس بمعني أدق للتغافل عن بعض التصرفات التي تصدر من الطرف الاخر لكي تستمر الحياة كما أن العلاقة الزوجية ليست مقتصرة علي الزواج ولكن أيضا تبني بين طرفين قبلوا أن يشاركوا انفسهم كل تفاصيل رحلة الحياة.
ما يجب علي الزوج:-
إن الحوار يفتح المجال الواسع لالتقاء الأفكار واكتمال النصوص المفقودة لكي تستقر الأمور وتحل المشكلات، فيجب علي الزوج تحمل المسئولية في إدارة البيت والعمل ومشاركة الزوجة في أغلب تفاصيل حياتها وهي كذلك كي لا تتبدل الأمور وتتغير الأحوال ويصبح البعيد قريب ومحاولة السيطرة علي المشكلات وفي أغلب الأحيان حينما لا تخرج المشكلة عن الزوج والزوجة فغالبا ما يكون هناك حلا لها أما اذا خرجت فحينها يصبح لكل واحد راي وبالتالي فان الآراء حتما سوف تتعارض.
ما يجب علي الزوجة: -
يقول محمد العتيبي:- لو دققنا في قضايا الطلاق لوجدنا أن أغلبها ينحصر في سوء مفهوم الاستحقاقية فالمرآه تبحث عن حقوقها المستجدة في الساحة والرجال ينفرون من تلك الحقوق بحجة انها مجحفة بحقهم ولا نلومهم علي ذلك، لان المسألة خرجت عن كونها مسالة تكامل وأصبحت منافسة بين الطرفين، ولذلك وجب علي الزوجة اظهار الاحترام لزوجها والاهتمام به وبعمله وان لا تتجاوز الخطوط المسموحة بذلك.
حقوق الأبناء علي الإباء:
وبالرغم من ذلك فانه في اسواء الأحوال عندما يحدث الانفصال فلا بد ان يتخلله الاحترام لان الطلاق ليس معناه انتهاء العشرة وأنتهاء الحياة لان ما يخلفه الإباء من أبناء يحتاجون الي تربية ورعاية فهم يحتاجون من يقف الي جانبهم في مختلف مراحل حياتهم.
هذا ويعد الزواج كمؤسسة اجتماعية قائمة علي الحب والتفاهم وتبادل الأدوار بين الزوج والزوجة في الاهتمام بالأطفال وتربيتهم وحسن رعايتهم وتعليمهم مبادئ الحياة من أعراف وتقاليد وعادات وحتي لا يلقي احد باللوم علي احد فينبغي الاستماع للطرف الاخر وعلي الزوج والزوجة الا ينسوا حقوق الأبناء عليهم حتي ولو استحالة العشرة وحدث الطلاق الناتج عن عدم التفاهم أو نتيجة لعنف الرجل ضد المرآه أو لعدم اهتمامها به.
نصائح للزوج والزوجة:-
هذا ولان الرجل لا يستطيع العيش من غير الأنثى وكذلك الأنثى لا تستطيع العيش من غير الرجل ولان الاسرة نبتة المجتمع فلابد من التغافل وتفويت الفرص عن بعض التصرفات والسلوكيات حتي تعود الحياة الي مجراها واعلمي واعلم ان الاحترام المتبادل بين الطرفين هو ما يخلق نوعا من الالفة والمحبة والود بين الزوجين.