الأحد 17 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أوروبا للخلف در

كريم جميل سعيد
مقالات
كريم جميل سعيد
السبت 02/يوليو/2022 - 01:30 م

خرجت علينا نتائج اجتماعات مجموعة الـ7 أو كما يطلق عليها ج 7 المقامة في ألمانيا الأسبوع الماضي بقرارات صادمة، وخصوصا على المنظمات البيئية التي تسعى للحد من الانبعاثات والوصول إلى صفرية انبعاثات بحلول 2050.

كما اكتفت المجموعة، بالتعهد بدعم أوكرانيا ومواصلة الضغط الاقتصادي على روسيا دون فرض أي عقوبات تخص النفط، ويبدو أن الدب الروسي وضع أوروبا في موضع لا تحسد عليه.

حيث جعلت فرنسا تمويل المناخ من أولوياتها، كما أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في عام 2019 أن بلاده ستضاعف مساهمتها في صندوق المناخ الأخضر، مشيرًا إلى أن حماية الفئات الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ هي مسؤولية الجميع، في عام 2018  قدمت فرنسا 5 مليارات يورو لتمويل المناخ إلى البلدان النامية معظمها من خلال وكالة التنمية الفرنسية AFD، والتزمت بتقديم مبلغ مماثل كل عام حتى عام 2020.

فهي هي نفس البلد التي تفكر الآن بالعودة إلى توليد الطاقة الكهربائية بالفحم، بسبب الاضطراب في سوق الطاقة، لكنها قالت إنها لن تستخدم فحما روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا وترجع بنا فرنسا 20 سنة للخلف.

وأكدت وزارة الانتقال الطاقي الفرنسية، أنها قد تستأنف الشتاء القادم إنتاج الكهرباء من محطة تعمل بالفحم في شرق البلاد، بعد أن أغلقتها في 31 مارس.

أعلنت ألمانيا والنمسا وهولندا مؤخرا عن زيادة استخدام الفحم، وهو الوقود الأحفوري الأكثر إضرارا بالمناخ، للتعويض عن انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.

مع طلب رؤساء الشركات الطاقة العملاقة الحد من استهلاك الطاقة فورا، استعدادا لأزمة طاقة تلوح في الأفق، حيث تزداد التوقعات بوفاة المئات خلال الشتاء المقبل في أوروبا، بسبب توقف الإمدادات الروسية من الغاز.

وأثار القرار قلق المفوضية الأوروبية والمنظمات البيئية، مما يسببه استخدام الفحم من أضرار بيئية جسيمة ولكن لحظة من فضلك هكذا تدار أمور الدول الكبيرة عندما يتعلق الأمر بأمور تخص الأمن القومي مثل الطاقة والغذاء، لا تضع اعتبارا لتغيير مناخ أو التزامات بيئة أو حتى حقوق إنسان.

مع العلم أن تلك البلاد أكثر البلاد صرامة الآن في اتخاذ جميع الإجراءات البيئية في خفض الانبعاثات  التي خرجت علينا في السنوات الماضية، بحزمة من الالتزامات الصارمة في إجراءات خفض الانبعاثات.

ومن الواضح أن أوروبا تعاني معاناة شديدة مع زيادة التوقعات بازدياد الأمر سوءًا، بحلول شتاء 2022.

ويبقى التحدي الأكبر أمام القيادة السياسية المصرية خلال استضافة شرم الشيخ لمؤتمر كوب 27 المناخ رئاسة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي ترفع لواء الدفاع عن قارة إفريقيا وإيجاد حلول للعديد من الأزمات وتقريب وجهات النظر ووضع إفريقيا على خريطة اهتمام الدول الكبرى لما تتعرض له القارة السمراء من آثار مدمرة بسبب تغير المناخ بحلول 2030، حيث يتوقع زيادة المواطنين الأفارقة تحت خط الفقر إلى 118 مليون إفريقي مع زيادة وترجمة تمويلات التكييف إلى برامج واقعية في القارة السمراء المظلومة في ظل تلك الأزمات.

يبقى السؤال المحير في ذهني، في ظل معاناة أكبر وأقوى الدول الاقتصادية الأوروبية جراء الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة كورونا والطاقة ومناشدات الحكومات الأوروبية بترشيد استهلاك الطاقة، والغذاء وارتفاع الأسعار الشديد في أوروبا،  وبمتابعة الأحداث العالمية لابد أن ندرك معاناة دول أوروبا الكبيرة وتاثير تلك الأزمات على المواطن الأوروبي، ولكن كيف لمصر الصمود أمام كل تلك الأزمات العنيفة، أعتقد وجب الشكر.

تابع مواقعنا