في يومه.. تعرف على قصة جبل عرفات والسر وراء مقامه العظيم
جبل عرفات أو جبل عرفة، هو جبل يقع بين مكة والطائف، وهو مشعر الحج الوحيد الذي يقع خارج حدود مكة المكرمة، ويقال له جبل الرحمة، أو جبل القرين، أو جبل النابت.
الوقوف على جبل عرفة
الوقوف على جبل عرفة هو أهم مناسك الحج، وهو ركن الحج الأعظم، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: الحج عرفة، وهذا من عظم شأنه؛ حتى قصر الرسول صلى الله عليه وسلم الحج في الوقوف بعرفة، ويعتبر تفويت الوقوف بعرفة فسادًا للحج؛ وهذا ينم عن تعظيم هذه الشعيرة.
ويبدأ الوقوف بعرفة من بعد صلاة ظهر اليوم التاسع من ذي الحجة وحتى فجر يوم النحر، ويمكن الوقوف على أي منطقة من جبل عرفات، لقول الرسول صلى الله عليه وآله وعرفة: عرفة كلها موقف إلا بطن عُرَنَة، وعرنة هو وادٍ يقع من أودية مكة المكرمة وهو خارج عن عرفات وداخل في الحل وليس بمشعر، وهو حد فاصل بين الحل والحرم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بعرنة، حين قال في حجة الوداع: عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة».
ويظهر مسجدة "نَمرة"، مباشرة أمام الحجيج عند الوقوف بعرفة، و"نمرة" هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة، وبُني في العصر العباسي مسجدًا في موضوع خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع، هو مسجد نمرة.
سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم
اختلفت الروايات في سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم، حيث قال بعض العلماء، أن تسمية جبل عرفات بهذا الاسم ترجع إلى أن الناس يتعارفون عليه كونهم قدموا من كل فج عميق، وقيل لأن جبريل عليه السلام طاف بنبي الله إبراهيم وكان يريه المشاهد، فيقول له: "أعرفت؟ أعرفت؟" فيرد عليه نبي الله إبراهيم: "عرفت، عرفت".
وروي أيضا في سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم، أن التسمية ترجع إلى نزول آدم وحواء عليهما السلام، من الجنة إلى الأرض، حيث التقيا فيه فعرفها وعرفته، إلا أنه ورغم كل تلك الأسباب التي اتخذ الجبل منها اسمه يظل الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم.
حكم صعود جبل عرفات
وحول حكم صعود جبل عرفات، فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على صعود جبل عرفات، بل لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم، الصعود على جبل عرفات في حجه ولا اتخذه منسكًا.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مناسككم»، فضلا عن أن الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ساروا على هذا النهج، فلم يصعدو إلى جبل عرفات، وكذلك من تبعهم، فلم يكونوا يصعدون على هذا الجبل في حجهم ولا اتخذوه منسكًا لهم؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار، وقال: «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة».
العصود إلى جبل عرفة من أخطاء الحج
وورد أيضا أن صعود جبل عرفات يعد من الأخطاء التي ترتكب يوم عرفة بأن يصعد الحجاج جبل الرحمة ويشقون على أنفسهم، فيما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بالوقوف على عرفة وليس صعوده، وعليه فإن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم الذي يعني تفويته تفويت الحج، فمن تركه فسد حجه.