سر أخفته إسرائيل 55 عاما.. الكشف عن مقبرة جماعية لجنود مصريين في القدس المحتلة
كشفت صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن سر ظل مدفونا لمدة 55 عاما في أحد البلدان قرب القدس المحتلة، وهي مقبرة جماعية لجنود مصريين قتلوا في مجزرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب 1967.
ولم يعرف الإسرائيليون طوال هذه الفترة، أن موقف السيارات المجاور لحديقة إسرائيل المصغرة "ميني إسرائيل"، وهو أكثر المواقف ازدحامًا في البلاد، يخبِّئ تحته مقبرة جماعية لجنود مصريين، دفنهم جيش الاحتلال دون ترك أية علامة، في مخالفة لقوانين الحرب.
وذكرت صحيفة يدعوت أحرنوت العبرية، اليوم الجمعة، أن امتداد موقف السيارات ذاك دُفن أسفله جثث مقاتلي الكوماندوز المصريين الذين قتلوا في حرب 1967، دون أي شيء يميزها، واستكملت الصحيفة: حتى عندما تنظر إليها عن كثب، من الصعب أن تجد أي شيء مميز في الساحة الترابية التي تقع بجوار مدخل حديقة ميني إسرائيل، إنه شريط ضيق، بين أسوار المنتزه المرتفع والطريق، وفي معظم أيام العام، يظل هذا الامتداد فارغًا ولكن في الأحداث متعددة الجماهير، يكون بمثابة استمرار لموقف السيارات الرئيسي.
وأفادت الصحيفة، أنه في يونيو 1967 مع اندلاع الحرب، قبل سنوات عديدة من إنشاء المتنزه الشعبي، اندلعت معركة دامية في هذه المنطقة وفي الحقول المجاورة لـ كيبوتس ناحشون (تجمع زراعي تعاوني)، بين الجيش الإسرائيلي ووحدات كوماندوز مصرية كانت مصر قد نقلتها إلى الأردن، (كانت الضفة الغربية وقتها تحت سيطرة الأردن).
إسرائيل تخفي السر طوال 55 عاما
وأوضحت أن الجنود المصريين تسللوا إلى المنطقة لمهاجمة المطارات، قبل أن يندلع قتال عنيف مع جنود إسرائيليون، استشهد على إثره عدد من الجنود المصريين، وبعد توقف القتال أقدم جيش الاحتلال على دفن جثامينهم، لكن في مقبرة جماعية دون وضع أية علامات عليها.
ولأكثر من خمسة عقود، احتفظ زئيف بلوخ، الذي كان حينها من يشغل منصب قائد كيبوتس نحشون، بهذا السر في قلبه، وتحدث الآن لأول مرة.
وقال بلوخ وفقا للصحيفة: الذين وضعوا في الحفرة، كانت جثث الجنود الذين احترقوا في الحقل، وادي أيالون في هذا الوقت من العام مليء بالعشب على ارتفاع متر ونصف، مشيرا بذلك إلى إضرام نار في الحقل من قبل قوات الاحتلال، ما جعل الحنود المصريين محاصرين ولا مفر أمامهم للهروب.
وطوال 55 عامًا، أخفت إسرائيل حقيقة دفن عشرات الجثث لجنود مصريين في مقبرة جماعية في أراضيها، بعد مقتلهم في حرب 67 في معارك بمنطقة اللطرون ووادي أيالون (وادي المصرارة).
ووفقا للصحيفة، ظل هذا السر مدفونًا في الحقول، حتى قرر أحد أعضاء كيبوتس نحشون الكشف عنه في التسعينيات من منطلق رغبة قوية في إنصاف الجنود المصريين الراحلين، فطرق الراحل دان مئير، أحد أعضاء كيبوتس نحشون، أبواب عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بل التفت إلى السفير المصري في إسرائيل، وعندما لم يوافقوا على ذلك، التفت إلى الصحافة، لينشر هذا الموضوع هذه الأيام.