في ذكرى تنحي مبارك.. أين ذهب صاحب التحية العسكرية الأشهر في مصر؟!
تحل اليوم ذكرى مشهدًا من أهم المشاهد في تاريخ مصر الحديث، إذ تنحى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن منصبه كرئيسًا للجمهورية، وكلف القوات المُسلحة بإدارة شؤون البلاد، إستجابة لإندلاع تظاهرات شعبية تطالبه بترك منصبه بعد تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد.
ويحمل هذا اليوم وما تلاه من أيام، مئات المشاهد التي حُفرت في ذاكرة المصريين سواء بالإيجاب أو بالسلب، ولكن من بين المشاهد التي لن يناسها الجميع، هو مشهد إلقاء اللواء محسن الفنجري، التحية العسكرية لشهداء ثورة 25 يناير، في خطاب تليفزيوني شهير.
بالبحث عن بطل هذا المشهد وهو اللواء محسن الفنجري، ربما لن تجد عنه معلومات سوى أنه كان مساعد أول وزير الدفاع، وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس هيئة التنظيم و الإدارة لها منذ يناير 2008، وقائد المنطقة المركزية العسكرية التي تركها لتولي رئاسة هيئة التنظيم والإدارة.
الرجل بطل مشهد القاء التحية العسكرية على أرواح شهداء ثورة 25 يناير في البيان الثالث للجيش، قال: “إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتقدم بكل التحية والإعزاز إلى أرواح الشهداء، الذين ضحوا بحياتهم فداءًا لحرية وأمن بلادهم ولكل أفراد شعبها العظيم”.
الفنجري ارتبط ذهنيًا بشهداء الثورة في الأيام الأولى التي عقبت تنحي مبارك، الأمر الذي جعله يتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة صندوق الرعاية الصحية والاجتماعية لضحايا ثورة 25 يناير.
الفنجري كان له تصريحات هامة وخطيرة في هذا الصدد، إذ قال إن بعض القوى السياسية من أصحاب المصالح الخاصة حالت دون استكمال ملف أسر الشهداء والمصابين الذي أنشئ بصدده صندوق أثناء تولي الدكتور عصام شرف المسؤولية، واصفًا ذلك بأنه سياسية للمتاجرة بدماء الشهداء والمصابين.
وأضاف الفنجري، انه كان هناك خطة لإنشاء مراكز تجارية بمختلف محافظات الجمهورية، تبدأ بمحافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة والمنوفية وسوهاج، على أن يخصص جزء من هذه المراكز التجارية لأسر الشهداء، ومنحهم التراخيص والتسهيلات اللازمة، فضلًا عن منحهم قروضًا ميسرة بالاتفاق مع رجال الأعمال الشرفاء إلا أنه لم يتم التصديق عليها.
منذ ذلك الحين ويتم استدعاء اسم اللواء أركان حرب محسن الفنجري، في كل ذكرى لتنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، سواء كان هذا الاستدعاء بغرض الاعتزاز بالمشهد، أو باستنكاره بإعتباره لم يكن سوى مشهدًا تمثيليًا فقط.
الرجل الذي ألصق اسمه بالتحية العسكرية لشهداء ثورة يناير وتوليه منصب مسؤول في الصندوق المسؤول عن تعويض أسرهم فضلًا عن أسر المصابين، اختفى سريعًا عن الأنظار دون معرفة ما جرى، حتى أحيل للتقاعد في يوليو 2015، وكان آخر ظهور له في سبتمبر العام الماضي، في حفل لتكريم شهداء ومصابي القوات المسلحة.
الفنجري لا تجد عنه الكثير من المعلومات بداخل محركات البحث والتي أشهرها “جوجل”، وقلما تراه حاضرا في الآونة الأخيرة أيضًا أو بالأدق السنوات الأخيرة.
توارى الفنجري عن الأنظار عقب انتخاب الرئيس الأسبق محمد مرسي رئيسًا للجمهورية، الذي أحال عددًا من القيادات العليا للقوات المسلحة وأعضاء المجلس العسكري، إلى التقاعد، وكان على رأسهم المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان، إلا أنه عاد للظهور ولكن تلك المرة بخبر إحالته للتقاعد.