بايدن في السعودية| بداية تطبيع الرياض وتل أبيب ومواجهة روسيا والصين وإيران.. وأمير سعودي يُعلِّق
كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أسباب توجهه إلى منطقة الشرق الأوسط، وزيارة المملكة العربية السعودية، في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، مبينًا أنه يسعى إلى بدء فصل جديد واعد أكثر للمشاركة الأمريكية فيها، وأن الزيارة ستعمل على تعزيز المصالح الأمريكية المهمة.
وفي مقال للرئيس الأمريكي، نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تابع بايدن: إن وجود شرق أوسط أكثر أمنًا وتكاملًا؛ يعود بالفائدة على الأمريكيين من عدة نواحي مختلفة، مشيرًا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتضمن عدة مجاري مائية ضرورية للتجارة العالمية، وسلاسل التوريد التي يتم الاعتماد عليها، كما أن موارد الطاقة بالمنطقة حيوية؛ للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية للحرب الروسية في أوكرانيا.
اتحاد دبلوماسي بدلا من التفكك
وأكمل الرئيس الأمريكي، أن المنطقة التي تتحد من خلال الدبلوماسية والتعاون، بدلًا من التفكك من خلال الصراع؛ من غير المرجح أن تؤدي إلى التطرف العنيف، أو حروب جديدة تزيد من الضغوط على أمريكا، مؤكدًا أن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تصبح إيران مستعدة للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015.
وفيما يتعلق بقطاع غزة والقضية الفلسطينية، أوضح الرئيس الأمريكي، في مقاله،أن واشنطن ساعدت في إنهاء الحرب في غزة، كما عملت مع مصر وإسرائيل وقطر والأردن للحفاظ على السلام، دون السماح لحركة حماس- التي وصفها بـ الإرهابية- بإعادة التسلح، منوهًا بأن إدارته مررت أكبر حزمة دعم لإسرائيل بأكثر من 4 مليارات دولار.
سياسية الشيك على بياض مع السعودية
وفي تناوله للمملكة العربية السعودية، التي تحتضن القمة الخليجية الأمريكية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، ورئيس وزراء العراق، قال بايدن، إن إدارته غيَّرت ما أسماه: سياسة الشيك على بياض مع السعودية، كما أصدرت تقريرا مخابراتيًّا حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وفرضت عقوبات جديدة، من بينها: قوة التدخل السريع السعودية، و76 حظر تأشيرة؛ امتثالا لقانون جديد يحظر دخول أي شخص يتبين أنه متورط في مضايقة المنشقين في الخارج، إلى الولايات المتحدة.
وشدد الرئيس الأمريكي في مقاله، على أن واشنطن لن تتسامح مع التهديدات الخارجية والمضايقات ضد المعارضين والنشطاء من قبل أي حكومة، وأن هدفه تمثل في إعادة توجيه العلاقات، وليس قطعها، مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا لمدة 80 عامًا، منوها بأن الرياض تعمل في الوقت الحالي مع خبراء أمريكيين؛ للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين.
وفيما يتعلق بمعارضي رحلته إلى المملكة؛ أكد أن آرائه حول حقوق الإنسان، واضحة، وطويلة الأمد، والحريات الأساسية دائمًا ما تكون على جدول الأعمال عندما يسافر إلى الخارج.
وأردف بايدن، أنه يعمل على الحفاظ على قوة بلاده، ومواجهة ما وصفه بـ العدوان الروسي، والتغلب على مساعي الصين، لذا يجب عليه التعامل مباشرة مع البلدان التي يمكن أن تؤثر على تلك النتائج، وأن السعودية واحدة من تلك الدول، مؤكدًا أنه يستهدف من زيارته إلى المملكة العربية السعودية؛ تعزيز شراكة استراتيجية للمضي قدمًا تستند إلى المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع التمسك أيضًا بالقيم الأمريكية الأساسية.
تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل
وأشار الرئيس الأمريكي، إلى أنه سيكون أول رئيس يطير من إسرائيل إلى جدة بالمملكة العربية السعودية؛ ما سيكون رمزًا صغيرًا للعلاقات الناشئة، والخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، لافتا إلى أن إدارته تعمل على توسيع العلاقات العربية الإسرائيلية وتعميقها.
وعن التحديات التي ستناقشها القمة؛ أشار إلى وجود العديد من تلك التحديات بالمنطقة، من بينها: برنامج إيران النووي، ودعم الجماعات التي تعمل بالوكالة، والحرب الأهلية السورية، وأزمات الأمن الغذائي التي تفاقمت؛ بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، والجماعات الإرهابية، وأزمتي العراق وليبيا.
أمير سعودي يعلق
وتعليقًا على ما نشره الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد، في بيان، نشره على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: أقول للسيد بايدن، نرحب بوصولك لنا، ووصولك إلى قناعتك الحالية الصحيحة، بوجوب تعزيز العلاقات مع السعودية، هذه القناعة، وإن تأخرت قليلا، لأسباب ذكرتها آنفا، فالمهم أنها أتت ورسخت، وكما قيل، أن تصل متأخرا، أفضل- لمصالحك- من أن لا تأتي أبدا.. وأقول للسيد بايدن وغيره من قادة العالم، السعودية بلد كبير يستحيل تجاهله أو نبذه.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، فجاء تعليقه، بأن طائرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ستقلع من القدس إلى السعودية، خلال زيارته المرتقبة للشرق الأوسط، وأنه سيحمل معه رسالة سلام إلى المملكة من إسرائيل.
وفي كلمة له أمام جلسة الحكومة الأسبوعية، وفقًا لصحية جيروزاليم بوست، قال لابيد، إن تل أبيب تمد يدها إلى جميع دول المنطقة، وتدعوها إلى إقامة علاقات.
وفي يونيو الماضي، نشر موقع أكسيوس الأمريكي، تقريرًا، يفيد بأن البيت الأبيض يعكف على إعداد خارطة طريق للتطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة إلى المملكة، الشهر الجاري، وذلك نقلا عن 4 مصادر أمريكية مطلعة على القضية.