ما هو طواف الوداع.. أحكام وضوابط وشروط لإنهاء مناسك الحج
تستمر أعمال الحج في آخر أيام التشريق بتأدية طواف الوداع، ففي الوقت الذي أنهى فيه بعض الحجاج طواف الوداع للمتعجل، يستمر الحجاج المتأخرين اليوم الثلاثاء 12 يوليو 2022، في رمي الجمار ومن ثم النفر إلى مكة لإجراء طواف الوداع الذي نوضح لكم شروط صحته ودعائه وتوقيت انتهائه بالتفصيل عبر القاهرة 24.
ما هو طواف الوداع
طواف الوداع هو آخر أعمال الحج الذي يقوم بها الحاج قبل مغادرة الأراضي العربية السعودية، حيث يعد اليوم الثلاثاء الموافق ميلاديا 12 يوليو 2022 وهجريا 13 ذي الحجة 1443، هو اليوم الأخير في انتهاء موسم الحج ويسمى ذلك اليوم بـ النفر الثاني وهو ثالث أيام التشريق، وفي المقابل أنهى بعض الحجاج المتعجلين مناسكهم أمس الإثنين 11 يوليو في يوم النفر الأول الموافق هجريا 12 ذي الحجة.
طواف الوداع عبارة عن سبعة أشواط يقوم بها الحاج بعد انتهاء جميع مناسك الحج، حيث ينوي بقلبه تأدية طواف الوداع ويذهب إلى البيت الحرام لتأديته قبل مغادرة البلاد مباشرة، فلا يجوز للحاج أن يتسوق بعد طواف الوداع، وإنما يكون طواف الوداع هو آخر عهده بالبيت الحرام، كما جاء في الحديث النبوي الشريف عن النبي صل الله عليه وسلم "لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت طواف الوداع".
ما هي شروط طواف الوداع؟
يتساءل الكثيرون ما هي شروط طواف الوداع، وهو ما أجمع عليها الفقهاء كالتالي:
- النية ومحلها القلب وهي أساس لأداء جميع العبادات.
- أن يكون الحاج من خارج حدود مكة حيث يسقط طواف الوداع عن أهل مكة.
- مراعاة توقيت طواف الوداع بانتهاء جميع أعمال الحج والعزم على السفر مباشرة بعد الطواف.
- أن يكون طواف الوداع بعد طواف الإفاضة وقد أجازت دار الإفتاء المصرية تأخير طواف الإفاقة وجمعه مع طواف الوداع دون حرج.
- يشترط طواف الوداع الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، ولذلك يسقط عن النساء في حالة الحيض أو النفاس.
طواف الوداع للمتعجل
طواف الوداع للمتعجل يتم في ثاني أيام التشريق وهو يوم النفر الأول، حيث يرمي الحاج المتعجل الجمرات الثلاث في أول وثاني أيام التشريق واللذان يوافقان الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، وبعد الانتهاء من رمي الجمار يتوجه الحاج إلى مكة قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر من ذي الحجة لتأدية طواف الوداع ومغادرة مكة المكرمة على الفور فلا يجوز البقاء فيها بعد طواف الوداع.
ولا حرج من طواف الوداع للمتعجل كما جاء في الآية الكريمة " فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ".
طواف الوداع للحائض
يسقط طواف الوداع عن الحائض حيث يشترط الطواف الطهارة، وما يدل على ذلك في السنة النبوية ما ثبت في الصحيحين: أن عائشة رضي الله عنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج، حتى جئنا سَرِف فطمِثت، فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: "مالك؟ لعلك نفست"، فقلت: نعم، قال: "هذا شيء كتبه الله عز وجل على بنات آدم، افعلي ما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري"، وفي رواية لمسلم: "فاقضي ما يقضي الحاج، غير ألا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي».
حكم طواف الوداع
ما بين السنة والفرض، اختلف الفقهاء في حكم طواف الوداع على رأيين:
- الرأي الأول يرى أن طواف الوداع فرض واجب ومن يتركه عليه ذبح شاه في الحرم وتوزيع لحمها على الفقراء، وغن عجز عن ذلك صام 10 أيام.
- الرأي الثاني يرى أن طواف الوداع سنة، وهو قول الإمام مالك، وداود، وابن المنذر، وأحد قولي الشافعي، وهو ما عليه الفتوى بدار الإفتاء المصرية؛ تيسيرًا على الحجاج.
طواف الوداع بدون سعي
طواف الوداع بدون سعي هو الأصل في المعنى المقصود من هذا الطواف والذي يعد بمثابة تحية المسجد وتحية البيت الحرام تكون بالطواف حول الكعبة، ولذلك لا يشترط طواف الوداع السعي بين الصفا والمروة مثلما يشترط طواف الإفاضة أو القدوم، وهو ما أجمع عليه جمهور الفقهاء مستدلين بالحديث النبوي الشريف عن النبي صل الله عليه وسلم "آخر النسك الطواف بالبيت".
ماذا تقول في طواف الوداع؟
يقول الحاج دعاء طواف الوداع أو دعاء وداع الكعبة، حيث يأتي الحاج إلى الملتَزم، وهو من الكعبة المشرفة ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، ويضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه عليه، ثم يقول:
"اللَّهُمَّ البَيْتُ بَيْتُك، وَالعَبْدُ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبدِكَ وابْنُ أمَتِكَ، حَمَلْتَنِى علىٰ ما سَخَّرْتَ لى مِنْ خَلْقِكَ، حتَّىٰ سَيَّرْتَنى فِى بِلادِكَ، وَبَلَّغْتَنِى بِنِعْمَتِكَ حتَّىٰ أعَنْتَنِى علىٰ قَضَاءِ مَناسِكِكَ، فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّى فازْدَدْ عنى رِضًا، وَإِلاَّ فَمِنَ الآنَ قَبْلَ أنْ يَنأى عَنْ بَيْتِكَ دَارِى، هَذَا أوَانُ انْصِرَافى، إنْ أذِنْتَ لى غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ، وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فأصْحِبْنِى العافِيَةَ فى بَدَنِى، وَالعِصْمَةَ فى دِينِى، وأحْسِنْ مُنْقَلَبِى، وَارْزُقْنِى طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِى، واجْمَعْ لى خَيْرَى الآخِرةِ والدُّنْيا، إنَّكَ علىٰ كُلّ شَيىءٍ قدِيرٌ".