الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سر عالم الذر.. والعودة من الموت

الثلاثاء 12/يوليو/2022 - 06:56 م

كشف لنا الشيخ محمد أبو النور، عن عالم لم تدركه الأبصار، ولا تتذكره العقول، وهو عالم الذر، وهو العالم الذى كان يوجد به جميع البشر أرواحا ونورا مضيئا قبل أن يصبحوا على هيئتهم الجسدية الآن، وعالم الذر، كما يقول الشيخ محمد أبو النور فى كتابه العودة من الموت، هو عالم نشأ قبل وجود الخليقة كان يجتمع فيه كل البشر على هيئة ذرات نورية بل ارواحا لم يتشكل لها جسدا بعد.

وأن هذا العالم قد تغافل عنه الجميع ونسيه ولا يتذكره أحد من البشر بعد أن ولدوا من جديد بأجسادهم التي اختارها لهم الله عز وجل، وكان الله يعرف ما سيصبحوا عليه لأنه الله الواحد الأحد عالم الغيب، قد يثير دهشتك ما أتحدث عنه بل وتقول فى قرارة نفسك ما هذا الهراء الذي يتحدث عنه كاتب المقال وشيخه محمد أبوالنور، مؤلف الكتاب.

أريد أن أقول لك ما أتحدث عنه ليس بهراء بل حقيقة صحيح أنه لا يعلمها الكثير، ولكنها حقيقة تتكشف للأنبياء وأولياء الله الصاحين الذين يصلون لمكانة عالية من الإيمان بالله، ومن ثم يعطيهم بصيرة يرون بها أشياء لا نستطيع نحن أن نراها أو نصدقها.

يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى،  وهو عالم السر أو الذر، كما أطلق عليه الشيخ محمد أبو النور، وهو عالم قبل ميلاد البشرية والذي أخبرنا الله عنه بأنه الموقف الذي جمع فيه جميع ذواتنا من البشر ممن تم خلقهم وممن لم يخلقوا بعد، كل الأدميين منذ بدء الخليقة حتى آخر مولود سيولد على سطح الأرض، كل الناس، حتى أنا وأنت، كلنا كنا موجودين فى هذا المشهد الأزلي القديم قبل ميلادنا، وقبل وجودنا على هذا الكوكب، حيث تجلي لنا الله الخالق العظيم، وخاطبنا بذاته، وأشهدنا علي أنفسنا.

عالم الذر

ومسح على ظهر أبينا أدم فاستخرج منه جميع ذريته البشرية بل واستخرجهم أحياء، ذواتا حية بين يديه حيث يقول سبحانه «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِىٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُواْ بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَآ ۛ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غَٰفِلِينَ، فى هذه المرحلة الأولى كنا فيها ذوات بين يدي خالقها، لا جسد، ولا روح منفوخة، سوي تلك المسحة على ظهر أبينا أدم.

وقد نكون مكثنا فى تلك الحقبة آلاف السنين، وربما ملايين السنين، لا أحد يعلم سوى الله الخالق الأعظم، وقد تكون هناك أحداث ومواقف جرت لنا، ولكنها سر مطمور فى هذا الغيب السحيق، فما الذي حدث لنا عند موقف الإشهاد الإلهي، وكيف كان النداء الذي أتانا «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ»، وبأي سمع قد سمعنا هذا النداء ونحن لم يخلق لنا أذن بعد، وبأي لسان أجبنا «قَالُواْ بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَآ ۛ، ونحن لم تخلق لنا ألسنة بعد.

وترى كم استغرق هذا المشهد، لحظة، يوما، أو يوما من أيام ربنا بألف سنة، «وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ»، أم هل كان مليون عام، أم كان عمرا أخر خارجا عن الحسابات الزمنية التى نعرفها الآن. 

وتري من كان يقف بجوارك يمينا أو يسارا وهل كنت تعرفهم، وهل رآك أبوك أدم حينها، وهل رأيته أنت أيضا، أم أن تلك اللحظة كانت لا تتسع سوى للشهود الإلهي؟، أسئلة كثيرة جدا تتناثر هنا وهناك، ويركع العقل أمامها ويعلن عجزه عن الإجابة. 

تابع مواقعنا