زوج أنيسة حسونة: الراحلة تعرضت لضغوط من مؤسسة خيرية شهيرة لتقديم استقالتها.. وأحد الأطباء أخبرنا أنها ستموت بعد 5 أعوام وتلقت دعما كبيرا من انتصار السيسي | حوار
قرار رحيلها من عملها أثر في حالتها النفسية.. ولكن لا يمكن القول بأنه من تسبب في إصابتها بالسرطان
ورم في المخ تسبب في ظهورها على كرسي متحرك أثناء تكريم انتصار السيسي لها
تأثرت كثيرًا بكلمات قرينة الرئيس لها.. وكانت ممتنة للتكريم
استنجدنا بالشيخ علي جمعة بعد نبوءة الطبيب البريطاني بموتها بعد 5 سنوات
كل شيء كان يسير في حياتها طبيعيًّا ويوحي بالخير والأحداث السعيدة، نجاح على المستوى الأُسري والعًملي، مع تفوق لافت في إدارة واحدة، من أهم وأكبر المؤسسات الخيرية، العاملة في مصر، إلى أن توج ذلك باختيارها من رئاسة الجمهورية، نائبة في مجلس النواب.
لكن هذه الصورة الجميلة، التي رسمتها الراحلة أنيسة عصام حسونة، بقلمها في كتابها "بدون سابق إنذار" لم تكتمل، حتى قرر مجلس أمناء المؤسسة الخيرية التي تعمل به، رحيلها، فضًلا عن اكتشاف إصابتها بالسرطان، بعدها بأيام قليلة، رغمًا عن إجراءها للفحوصات الدورية، بشكل مستمر، لتبدأ معه رحلة صراع، امتدت لـ 6 سنوات، بل واستمرت حتى أن فارقت الحياة في 13 مارس من العام الحالي.
وفي هذا الصدد، حاور القاهرة 24، زوج الراحلة أنيسة حسونة، شريف ناجي، لكشف كواليس صراعها مع المرض، لـ 6 سنوات، وتفاصيل نبوءة الطبيب البريطاني لها، فضًلا عن حقيقة شكوك تسبب إحدى المؤسسات الخيرية في إصابتها بالسرطان، مرورًا بتكريمها من قٍبل قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
إلى نص الحوار:-
- في البداية حدثنا عن كواليس اللقاء الأول بينك وبين الراحلة أنيسة حسونة، مرورًا بالزواج؟
بداية علاقتي بالراحلة أنيسة حسونة، منذ 40 عامًا، وتحديدًا في عام 78، فكانت تربطني علاقة عمل بحمايا، الراحل عصام حسونة، وزير العدل الأسبق، إلى أن تطور الأمر، وقررت الزواج من ابنته أنيسة.
كانت أنيسة شخصية متفردة، في الحنان والأمومة، والمثابرة، تُقدم على أي عمل بروح التفاني، مع نضالها المرير، على مدار 6 سنوات، مع مرض لعين، مثل السرطان، إلى أن وصلت إلى قمة مقاومتها، وقدر الله قد حدث.
شهادتي عن أنيسة مجروحة، بحكم كوني زوجها، لكنها كانت تتمتع بحب كل من يقابلها، أو يعمل معها، فالجميع نظر إلى أعمالها بطيب خاطر وامتنان، خاصة التكريم الذي جاء من قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل وفاتها بأيام معدودة، فكان له أثر كبير في حالتها النفسية، وودعها الجميع بوداع يليق بها.
ولماذا قررت الراحلة الرحيل عن عملها في إحدى المؤسسات الخيرية؟
قرار رحيل أنيسة حسونة، من عملها في إحدى المؤسسات الخيرية، لم يكن قرارًا منها، بل بالعكس، أن مجلس الأمناء، في هذه المؤسسة كان يرى أن اختيارها من ضمن الأعضاء المعينين في مجلس النواب، في عام 2016، سيؤثر على عملها في المؤسسة، ومن ثم طلبوا منها الرحيل، وتلقت ضغوطات من أجل تقديم استقالتها.
وهل أثر فيه ذلك القرار خصوصًا أنه جاء بعد إصابتها بالمرض بأيام معدودة؟
قرار الرحيل بالفعل أثر فيها، على المستوى النفسي، لأنها كانت تحب هذا العمل كثيرًا، وساهمت في قيامه وإنشاءه وأعطت لها كل ما تملك خلال 9 أعوام، لكن هو قرار مجلس أمناء ولا بد من تنفيذه.
ومع ذلك تحدثنا بالفعل مع العديد من الأطباء حول هذا الأمر، لكن لا أحد يستطيع أن يقول أن قرار رحيلها من هذه المؤسسة الخيرية، تسبب بشكل مباشر في إصابتها بالسرطان، على الرغم من أنه قبل اكتشاف المرض، بوقت قليل، فلا نستطيع أن نجزم بذلك، حتى ولو كان القرار على عكس ما تحب.
وجهة نظر مجلس الأمناء، ليس معناه أننا نأخذه في اتجاه إنهم هما من مسكوا السكينة، وذبحوها، فهذا أمر خاطئ.
وكيف عرفتم بخبر إصابتها بالمرض الخبيث؟
بالصدفة، كنا بنعمل فحوصات دورية، بشكل عام، وبعدها قرر ت السفر، إلى أن اتصل بي المعمل، وأكد وجود تغيير في أرقام دلالات الأورام، ومن ثم أخذت الأمر في الاعتبار، لإجراء تحليل آخر، في معمل آخر، بعد رجوعها من سفرها، وهو ما حدث، ولم نخبرها بالأمر، إلى أن تأكدنا من إصابتها بالمرض، والدخول إلى تشخيصات أكثر دقة.
وكيف كانت مشاعرها أثناء معرفتها بالإصابة؟
تلقت خبر إصابتها بالسرطان، بشكل صادم، ولوم لي، لأني كنت أعلم به وأخفيه عنها، وكانت تتخيل إن حد هيخش، ويقول لها، إن الإشاعات والنتائج دي خطأ، وبتاعت حد تاني.
لكن الحقيقة كانت مغايرة، تمامًا فالسرطان أصبح منتشرًا، في المعدة، والجهاز التناسلي، ومن هنا بدأت رحلة جلسات العلاج الكيماوي، ومن ثم إجراء العملية الجراحية، والتي استقرينا على إجراءها خارج مصر.
- وماذا عن أبرز الصعوبات التي واجهت الأسرة خلال سنوات العلاج؟
من الناحية العلاجية، لم نترك سبيل أو باب يمكن طرقه، لم نفعله، من أجل علاجها، سواءً كان هنا في مصر، أو خارجها، ومع ذلك كانت أصعب الأوقات علينا، عندما أخبرها أحد الأطباء البريطانيين، بنبوءة طبية، أنها ستموت بعد 5 سنوات، تحديدًا أخبرها، أنها ستأخذ جلسات الكيماوي، ومن ثم ستجري جراحة من أجل إزالة الورم، وخلال عامين سيرتد المرض إليها، مرة في أخرى، إلى أن تموت بعد 5 أعوام.
وهنا وقعت صدمة ثقيلة علينا، ورغم ذلك أخبرناها، إنه "رجل مش بيفهم، مفيش حد يقدر يعول على ذلك"، رغم أنه كان يتحدث وفقًا لأبحاث دقيقة إلى حد ما، وهو السيناريو الأقرب لما حدث لها.
وماذا عن الأوقات العصيبة التي مرت بها الراحلة؟
كان آخر شهر قبل وفاتها، أصعب وقت مر عليها، وذلك بعد اكتشافنا، أن هناك ورم في المخ، فكان ذلك بمثابة إنهاك لها تمامًا، وهو ما تسبب في عدم تحركها بسهولة، لدرجة أن يوم تكريمها من قبل قرينة الرئيس السيسي، أخبرتني، بأنها لا تستطيع الذهاب، لذلك خرجت وأتيت لها بكرسي متحرك، من أجل تسهيل خروجها من المنزل، وذهابها إلى التكريم.
متى قررت الراحلة توثيق رحلتها مع المرض؟
بعد رجوعنا إلى مصر من ألمانيا، بعد إجراء عملية جراحية دقيقة، في مدة زمنية وصلت إلى 42 يومًا، مليئة بالمضاعفات الكبيرة لها، رغم أن العملية أجراها أحد أكبر الأطباء في العالم، إلا أن العملية كان لها تأثير شديد عليها، وإنهاك كبير لجسدها.
وهل طلب منها أحد ذلك؟
نعم بالفعل، فقد طلبت منها كتابة كتاب يحكي عن تجربتها مع مرض السرطان، منذ بداية الاكتشاف مع بدايات عام 2016 بهدف التشجيع النفسي ووضع عزيمة بداخلها، فكل ما يمكن أن يرفع الروح المعنوية لها، بذلنا فيه جهدا أنا وأبنائها وإخواتها ومحبيها.
- وما الذي دار بينها وبين قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال التكريم؟
دار بينها وبين قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حديثًا وصل لبضعة دقائق، أخبرتها قرينة الرئيس، أنها تستحق هذا التكريم وأكثر، وهو ما أثر عليها كثيرًا بشكل إيجابي، لدرجة أن الجميع لاحظ أن وجهها نور من هذه الكلمات، وبعد اللقاء.
- ولماذا قررت الراحلة الذهاب إلى الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق؟
ذهابنا سويًا إلى الشيخ علي جمعة، من أجل الاستنجاد به، بعد نبوءة الطبيب البريطاني، بأنها ستموت بعد 5 أعوام، وما تسبب فيه من حيرتها النفسية، فكانت دائمًا ما تتساءل: أنا ليه بالذات؟، وربنا بيعمل معايا كدا ليه؟، فكان ذلك اللقاء من أجل تهدئة النفس.
وبماذا أخبرها الشيخ؟
رد علينا الشيخ علي، إن العمر بتاع ربنا، ولا أحد يستطيع التكهن بهذا الأمر، ولا أحد يعلم الغيب إلا الله، كانت الصلة بينا وبين الشيخ علي جمعة، صداقة قوية، بدأت عندما كان الشيخ علي، وإخواته، وهما زملاء في نفس المدرسة، بمحافظة بني سويف.