صديق تل أبيب.. هل تنجح وساطة بايدن في التطبيع بين إسرائيل والسعودية وإنهاء الصراع الخليجي مع إيران؟
حطت طائرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مطار بن جوريون الدولي، في تل أبيب، بإسرائيل، الأربعاء، للمرة الأولى، منذ وصوله إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، في زيارة وُصِفَت بـ التاريخية؛ كونها تأتي ضمن جولة، تشمل زيارته إلى الأراضي الفلسطينية، والمملكة العربية السعودية.
وحظيت زيارة بايدن إلى إسرائيل، بأهمية بالغة؛ كونها تهدف إلى تقارب العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ومواجهة التمدد الإيراني، والسعي الأمريكي الغربي لزيادة إنتاج النفط من الدول الخليجية، وذلك وفقًا لما أوضحه الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقاله الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست قبيل انطلاق جولته.
بايدن صديق إسرائيل يصل تل أبيب
بايدن الذي حط في مطار بن جوريون لأول مرة عام 1973، كعضو لمجلس الشيوخ الأمريكي؛ وصله أمس، كرئيس للدولة الحليفة الأولى لإسرائيل، والراعية لها في تحركاتها كافة؛ لتكون أولى كلماته عقب وصوله: لست بحاجة إلى أن تكون يهوديًا لكي تكون صهيونيًا.
الرئيس الأمريكي أكد دعمه للأيديولوجية الكامنة وراء تأسيس إسرائيل، مجددًا رغبته في استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2014 لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل، واصفا حل الدولتين بأنه أفضل أمل.
ولم يُخف بايدن مواجهته للعدو الإسرائيلي المتمثل في إيران، قائلا في مقابلة مع القناة 12 العبرية، إن بلاده ستستخدم القوة كملاذ أخير لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، موضحًا سبب استمرار الولايات المتحدة في دعم إحياء اتفاق إيران لعام 2015، أن إيران أقرب إلى سلاح نووي من أي وقت مضى.
أمريكا تريد استمرار الحرب الباردة مع إيران
في حين ترى الدكتورة رانيا فوزي، المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، أنه من مصلحة واشنطن استمرار الحرب الباردة بين طهران وتل أبيب من جهة، وبين إيران ودول الخليج من جهة أخرى، مشيرة إلى أن زيارة بايدن تستهدف تشكيل ناتو عربي في مواجهة إيران.
وأضافت في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه لولا إيران وفزاعة برنامجها النووي والصورة الذهنية التي رسمتها إسرائيل بأنها الخط الدفاعي الأول في مواجهة إيران؛ ما كانت - إسرائيل- وقعت اتفاقيات إبراهيم، وظلت العلاقات بين تل أبيب والدول العربية غير مطبعة.
ونوهت بأن واشنطن وتل أبيب تعملان على استمرار الصراع مع إيران لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية بتشغيل الصناعات الدفاعية لديهم وتصديرها لدول الخليج وتوقيع مزيد من اتفاقيات السلام في ضوء اتفاقيات إبراهيم.
بايدن يرغب في نفط السعودية فقط
وبالعودة إلى حديث بايدن عن محطته الأخيرة بجولته المتمثلة في المملكة العربية السعودية أكد أنه سيعمل على تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال تلك الزيارة، قائلا: أولئك الذين اعتقدوا أن الولايات المتحدة ستترك الشرق الأوسط ورائها وتترك فراغًا ستملأه الصين أو روسيا.. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك.
وأشار إلى أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل سيستغرق وقتًا طويلًا، إلا أن زيادة العلاقة من حيث قبول كل منهما لوجود الآخر والعمل على أشياء معينة؛ أمر منطقي في الوقت الحالي.
وفي ذلك تشير الدكتورة رانيا فوزي المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، إلى أن توجه بايدن من مطار بن جوريون إلى جدة، وما يجري الحديث عنه بشان التطبيع؛ يهدف إلى التغطية عن الهدف الأمريكي الرئيسي من زيارة المملكة، بالحصول على إنتاج أكثر من النفط، خاصة وأن السعودية من أكبر مصدري النفط عالميًا.
وأكملت حديثها، أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية سيأخذ المزيد من الوقت، وأن التقارب الحالي يتعلق بالجانب الاقتصادي والتكنولوجيا، كما قد تسهم الزيارة في سماح الرياض بمرور رحلات الطيران الإسرائيلية فوق مجالها.
أمريكا تواصل دعم إسرائيل في مواجهة فلسطين
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تقول إن بايدن يتمسك بالحديث عن حل الدولتين لإنهاء قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كنوع من مجاملة الفلسطينيين، إذ لم تقدم واشنطن أي تأكيدات تجبر من خلالها إسرائيل على إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ليبقى الخيار الوحيد هو السلام الاقتصادي وليس الحل الجذري وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
في حين أن بايدن أكد في حواره مع التليفزيون العبري، أنه كلما اندمجت إسرائيل في المنطقة بشكل متساو ومقبول، كلما زادت احتمالية أن تتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين في المستقبل، وذلك قبيل توجهه إلى بيت لحم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
