مبادرة نبذ العنف.. باحث يروي كواليس دمج أعضاء الجماعة الإسلامية بالمجتمع أواخر القرن الماضي |تجربة ذاتية
روى منتصر عمران، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، من واقع تجربة ذاتية عايشها، كواليس إدماج أعضاء الجماعة الإسلامية في المجتمع، وذلك ما عُرف في أواخر القرن الماضي، بمبادرة وقف العنف، التي أطلقتها الجماعة الإسلامية.
وقال عمران، خلال دراسة بحثية له، بعنوان: إدماج المتطرفين لإعادتهم للحياة داخل المجتمع، إن خطط الدولة بدأت معنا نحن أعضاء الجماعة الإسلامية للدمج في المجتمع، فكانت الدولة لا تُفرج عن أحد منا إلا بعد أن يتم التثبت من اقتناع المُفرج عنه بفكر المُراجعات، ونبذ العنف، وأنه أصبح عُنصرًا مُؤهلا للخروج للمجتمع.
الجماعة الإسلامية
وتابع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: لم يتم الإفراج عني إلا بعد تيقن الأمن الوطني إني بالفعل كفرت بفكر العنف، واقتنعت بفكر المراجعات، وبعد خروجي تم تذليل كثير من العقبات في حياتي، ومساعدتي في حياتي المستقبلية، حيث تم تعييني في شركة المقاولون العرب، علاوة على الدعم بالحصول على كراتين سلع غذائية للإعانة على الحياة، قبل الحصول على عمل، كما تم مساعدتي في الحصول على وحدة سكنية منخفضة التكاليف، وبالفعل أنا وجميع عناصر الجماعة الإسلامية المُفرج عنهم؛ حدث اعتدالًا في أفكارنا.
واستكمل: لم يفكر الكثير من أعضاء الجماعة في العودة إلى أي نشاطات تنظيمية أوغير قانونية، بل بعض من هذه العناصر أصبح نقابيين أو أصبحوا يعملون في التدريس، ومنهم من حصل على درجات الماجيستير والدكتوراه، وأنا أحد الحاصلين على درجة الماجستير من كلية الحقوق بقنا، وبذلك نؤكد أن معظم من تم الإفراج عنهم أصبحوا مُندمجين بالفعل في المجتمع والحياة العامة.
وأكد عمران، أن الدولة المصرية قد نجحت بالفعل في تفكيك الجماعة الإسلامية قبل خروج أعضائها من السجون المصرية، لأنه كان هناك شرط غير مُدون، ولكن قادة الجماعة التاريخيين مُلتزمين به أخلاقيًا مع الدولة، وهو خروج عناصر الجماعة بذواتهم كأفراد وليس كجماعة أو حزب سياسي، وعدم ممارستهم لأي أنشطة سياسية أو دعوية بعد خروجهم من السجن، وهو الذي دعى الشيخ كرم زهدي، وناجح إبراهيم إلى ترك الجماعة بعد ثورة يناير من أجله، لأن مجلس شورى الجماعة بقيادة أسامة حافظ؛ أنشأوا حزبًا سياسيًا تحت مُسمى حزب البناء والتنمية، وكان مجرد لجنة من لجان الجماعة الإسلامية، وتحت إمرة أمير الجماعة أسامة حافظ، وهذا الحزب الذي كان لي دور كبير في حله، لأنه كان يخالف في مضمونه آليات الأحزاب السياسية، وكان مجرد واجهة إعلامية للجماعة الإسلامية، ومن خلاله تُنفذ كل تعليمات قادة الجماعة الإسلامية.