إحياءً لتراث المكواة الحديدية.. عم محمد مكوجي بمطروح: أفضل وسيلة لتطهير وتعقيم الملابس
تراجعت محال كي الملابس (بالمكواة الزهر) التراثية بالمحافظات المصرية، بفضل التقدم التكنولوجي الهائل في الكي بالبخار، إلا أن عم محمد، البالغ من العمر 40 عامًا، قرر ألا يهجر المهنة التي ورثها عن أبيه وعمل بها وهو ابن السابعة في محافظة مطروح، ليقاوم بذلك اندثار تلك المهنة ويصبح أحد أقدم العاملين بها.
لياقة بدنية ويقظة
ويقول عم محمد، إن مهنة كي الملابس بالمكواة الزهر تتطلب من العاملين فيها يقظة وانتباهًا، وتوضع داخل فرن موقد بالنار تحت حرارة موقدة للتسخين على غاز البوتاجاز لمدة نصف ساعة، لتسحب بعد ذلك، لتبدأ عملية كي الملابس الفاخرة لـ الصوف والكشمير والقطيفة.
وأوضح أن هناك إقبال بعض الشيء من أهالى مطروح، نظرا لإدراكهم أهمية المكواة الحديدية، وأهميتها فى تطهير وتعقيم الملابس وإعطاء رونقا جذابا.
وأضاف عم محمد، أن المهنة التراثية تراجعت بسبب التقدم التكنولوجي الهائل في الكي بالبخار والمكواه المنزلية، الأمر الذي جعل العملاء يعتمدون على أنفسهم، على الرغم من ذلك كله فإن جودة الكي عبر (المكواة الزهر ) لا تنافس مع صيحات نظيرتها الحديثة، فبسبب درجة الحرارة الشديدة تخرج الثياب في أفضل شكل متناسق يصعب معه الانكماش، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا من العاملين في المهنة التراثية باعوا معداتهم لتجار الخردة بعد أن هجر كثير من العملاء كي ملابسهم بهذه الطريقة، وغيروا مجال العمل لحرف أخرى أكثر رواجًا.
تقدير بعض الوجهاء
وأشار إلى أن بعض العملاء الذين يقدرون جودة الكي بـ(المكواة الزهر) لم يستطيعوا التكيف مع نظيرتها الحديثة بجودة كيها قصير الأجل، لذلك قررت ألا أهجر المهنة، وأن الفارق بين عميل الزمن القديم والعصر الحالي أن الأول كان يقدر الوجاهة ولا يبخل عليها بوقته أو ماله أو جهده، لكن الأخير مصاب بداء السرعة في كل شيء حتى في وجاهته، لذلك يحرص عدد كبير من عمد ووجهاء محافظة مطروح على كي ملابسهم بالطريقة التقليدية، لأن ذلك بالنسبة لهم ميراث اكتمال الوجاهة.
المكواة الكهربائية مضرة
وروى لنا عم محمد بخصوص مواكبته للتكنولوجيا وتحويل مكواة الزهر اليدوية إلى بخار كما فعل أغلب المكوجية: عمرى مافكرت أغير مكواة الزهر بتاعتي عشان الرزق بتاع ربنا لكن مكواة البخار مبفضلهاش لأنها كهرباء وطاولتها صغيرة وفيها خطورة، مبينا بذلك شدة البخار المتصاعد منها يتلف ويضر بخلايا الجسد.
الفرق بين المكواة الحديدية الزهر والمكواة الحديثة
وأوضح أن المكواة الحديدية تعد آلة نموذجية لا تتعطل وغير مكلفة، وتظل صالحة للعمل عشرات السنين طالما يتم الحفاظ عليها من الصدأ، بينما المكواة الحديثة التي تعتمد على الكهرباء والبخار لها عمر افتراضى، وتستهلك طاقة مما يجعل المكوجى يحمل الزبون ثمن كل هذا من خلال زيادة أسعار الكى.
انخفاض الإقبال نسبيا على الكى بالمكواة الزهر
وأشار إلى أنه مع مرور الوقت تنخفض كمية الملابس التي يقوم بكيها يوميا، وبشكل تدريجى، وبالرغم من أن أسعاره لا تقارن بالأسعار التي يدفعها الفرد لشراء احتياجاته الخاصة، فمثلا سعر كي البالطو 20 جنيها، القميص أو البنطلون من 3 إلى 4 جنيهات، أما الجلباب فيحدد سعره وفقا لنوع القماش.
واختتم عم محمد حديثة قائلا: لهذا المحل تاريخ كبير فى هذه المهنة التى عرفها المصريون منذ عشرات السنين، ولم أتركه يوميا بالرغم من قلة الإقبال عليها، وسأظل أحافظ عليها حتى ألقى الله ويتوارثها أبنائي من بعدي.
