تحقيقات مقتل شيماء جمال على يد زوجها.. قيدها بالحديد ووضع التبن على جثتها
كشفت التحقيقات في حادث مقتل شيماء جمال على يد زوجها، القاضي المتهم، وشريكه، أنه بدأ في الترتيب للجريمة منذ بداية شهر يونيو عام 2022، واستقر الاثنان- آنذاك- على أن يكون مسرح تنفيذ الواقعة، إحدى المزارع النائية البعيدة عن الأعين؛ فاستأجراها في توقيت معاصر لاتفاقهما، وعيَّنا مدة الإيجار لتكون 5 سنوات، واستمرت حياتهما بصورة طبيعية، حتى كان يوم 18 أبريل 2022، الذي توجها فيه إلى أحد الحوانيت؛ لشراء الأدوات اللازمة لحفر لَحد، للمجني عليها شيماء جمال، وغل جسدها وتشويه معالمها ومواراتها بالتراب، وهي النقطة الزمنية التي يمكن الجزم فيها أنهما قد انتهيا من رسم خطة تنفيذ الجريمة بعيدا عن محض ثورة للانفعال، أو غضبة تخرجهما عن طورهما المعتاد، وقد ترددا على المزرعة في ذلك التاريخ، وفي اليوم التالي، وحددا للتنفيذ يوم 20 – 6 -2022.
تحقيقات مقتل المذيعة شيماء جمال
وكشفت التحقيقات في حادث مقتل المذيعة شيماء جمال أن المتهم الأول اصطحب المجني عليها للمزرعة المذكورة، حال انتظار المتهم الآخر إياهما، بزعم عرضها عليها؛ لتمليكها إياها، إن شاءت، وما أن اختلى بها الأول في غرفة الاستراحة؛ حتى غافلها بعدة ضربات - جسم سلاح ناري مرخص، حيازته - على رأسها، فأفقدها اتزانها، وجثم عليها مطبقا على عنقها، وكتم أنفاسها، حال شل المتهم الآخر مقاومتها، لمدة قاربت 10 دقائق، حتى فارقت الحياة، وقد تيقنا من ذلك؛ من تمام سکون حركتها، وأعقبا ذلك بتجريدها من مصاغها الذهبية، بنية التصرف فيها، وكبلاها بقطع قماشية، وسلاسل حديدية، ووضعاها بالحفرة المعدة، ووضعا التراب على جسدها، بعد أن سكبا عليه كمية من مادة حارقة؛ لتشويه معالمها، إمعانا في إخفاء آثار الجريمة، وتخلصا من متعلقاتها والأدوات المستخدمة في الحفر.
كيف قتلت شيماء جمال
كيف قتلت شيماء جمال.. كشفت التحقيقات تفاصيل الجريمة حيث تبين في اليوم التالي، تم وضع كمية من التبن أعلى المقبرة التي تم وضعها فيه ووضعا شبكة كاميرات المراقبة المربوطة بهاتف المتهم الأول النقال کي يكون مدخل المزرعة تحت رقابته الدائمة، وقد استقام ذلك الاستخلاص، من خلال المذكرة التي سطرها المتهم أيمن عبد الفتاح محمد السيد مصطفى، بتغيب زوجته المجني عليها شيماء جمال سید فهمي، وبحوزتها هاتفين محمولين، الأول ماركة أيفون 12 برو ماکس، والثاني ماركة سامسونج وبحوزتها حقيبة جلد بيج فاتح، بداخلها متعلقاتها الشخصية، وبعض المشغولات الذهبية، وأنه تركها على طريق المحور المركزي في تمام الساعة 3:45 مساء، وذلك للتبضع من متجر المرشدي، إلا أنها لم تعد للمنزل حتى تاريخه.
وبسؤال ماجدة محمد إبراهيم الحشاش- والدة المجني عليها - شهدت بورود اتصال هاتفي من عمة ابنتها: قوت القلوب عرفة مرسي، ومرافقتها، تبلغها بتغيبها عن منزلها، وقد علمت منها أنها خرجت مع زوجها، وتركها أمام مجمع محلات المرشدي بالمحور المركزي؛ لشراء بعض المستلزمات، ولم تعد منذ ذلك الحين، وبمحاولة مهاتفتها على رقميها؛ تبين غلقهما، وقد تلاحظ لها اضطراب زوج ابنتها، عندما استفسرت منه عن السبب في تغيب المجني عليها، وتوتره الشديد إزاء تصميمها على الإبلاغ عن التغيب.
وبسؤال خلود أمير محمد عثمان- مرافقة المجني عليها سكنًا-؛ شهدت بوجود خلافات زوجية متكررة بين المتهم أيمن عبد الفتاح محمد، والمجني عليها، بسبب رغبتها في إشهار الزواج والإنجاب منه، ورفضه ذلك، تطورت في أحيان عدة، إلى تعديها عليه بالسب بألفاظ نابية، وأنه لم يكن يتواجد مع المجني عليها إلا لفترة، لا تجاوز الساعات الثلاث، يمضيها معها في غرفة النوم، ثم يعود إلى بيته الأول.
وبسؤال الطفلة جنى تامر كمال- ابنة المجني عليها- قررت بمضمون ما شهدت به سالفتها، وأضافت أنه قبيل الواقعة بفترة؛ تناهى إلى سمعها تمديد أمها- المجني عليها- للمتهم الأول، للإعلان عن زواجها منه، وأمهلته حتى شهر أغسطس المقبل؛ وإلا ستعلنه بنفسها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وعن طريق إخبار زوجته الأولى.
وحيث تقدم المتهم حسين محمد إبراهيم الغرابلي، للنيابة العامة، من تلقاء نفسه، مقررا أن المتهم أيمن عبد الفتاح محمد، قد قتل المجني عليها شيماء جمال السيد، وتخلص من جثمانها؛ بدفنه في مزرعة يستأجرها بناحية أبو صير- مركز البدرشين؛ استخرجت النيابة العامة- بإرشاد المتهم حسين محمد إبراهيم الغرابلي - جثمان سيدة من داخل قطعة الأرض، مستأجرة للمتهم أيمن عبد الفتاح محمد، وبحضور الطبيب الشرعي مصطفی علي حسین سید؛ تبين وجود قطعة قماش على وجه الجثة، كما تبين وجود زجاجة خضراء اللون داخل اللحد، كما تبين وجود آثار يشتبه في كونها دماء بشرية على مقعد بداخل الغرفة محل ارتكاب الجريمة، فتم أخذ عينة منها، بمعرفة الطبيب الشرعي المرافق.
وبسؤال حمدي عبد الرسول محمود البحيري- مالك محل حدايد وبويات- شهد بأن المتهمين حضرا له، واشتريا منه بعض الأغراض.