كيف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة بشكل سلبي على الاقتصاد؟
تعاني دول أوروبا، ولا سيما على حوض المتوسط، فيظظل التغيرات المناخية الحالية، التي يمر بها الكوكب بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وانبعاثات غاز الميثان، والاحتباس الحراري، من ارتفاع حاد في درجات الحرارة أدى للعديد من الأزمات البيئية ومنها جفاف وتدني مستويات أنهار أوروبية والحرائق التي ازدادت وتيرتها كثيرًا في الغابات، فضلا عن وفاة العشرات بسبب الطقس القاسي.
وبشكل عام تسببت وفيات الطقس الحار في 10% من الوفيات المشمولة تحت بند الكوارث "الظواهر" الطبيعية، (في بعض البلدان ترتفع النسبة إلى 50%)، مثل البراكين والزلازل والفيضانات والأعصاير وغيرها، ولكن الملاحظ في وفيات ارتفاع درجات الحرارة أنه "يمكن تجنبها" باتخاذ بعض الاحتياطات خلافا للكواراث الطبيعية الأخرى.
ولا تقتصر آثار موجات الحر على "التكلفة البشرية" فقط، بل تمتد لتشمل كلفة اقتصادية أيضا، حيث كشفت دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي عن أن النمو الاقتصادي يتراجع بنسبة 0.15-0.25% سنويًا عن كل درجة حرارة فهرنهايت زائدة على الطبيعي وذلك في دراسة حول تأثير الحرارة العالية على الولايات الأمريكية في الصيف.
وتشير إحصاءات منظمة العمل الدولية إلى أن بقاء العاملين في درجة حرارة 34 سيلزيوس بشكل مستمر يهوي بإنتاجيتهم حتى 50% وأن البقاء في درجات حرارة أعلى لفترات طويلة يؤثر على الإنتاجية بصورة أكبر ولذلك تمنع القواعد العمل في درجات حرارة مرتفعة أو البقاء في الشمس المباشرة في الصيف لفترات متصلة.
ويعد القطاع الزراعي أكثر القطاعات الاقتصادية معاناة بسبب الحرارة العالية، حيث تفقد محاصيل الذرة والقمح 10-13% من إنتاجيتها في فرنسا والولايات المتحدة مثلا عندما ترتفع درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية لأسبوع فحسب، وتزداد النسب لتصل إلى 40% في بعض المحاصيل الزيتية الأكثر حساسية للحرارة لا سيما في دول أقل قدرات تكنولوجية مثل دول أمريكا الجنوبية.