تقع عند الجندل الأول بأسوان.. أهم النقوش الصخرية بجزيرة سهيل
تعد جزيرة سهيل إحدى أكبر الجزر النيلية عند الجندل الأول بأسوان التي كانت موطنًا لمحاجر الذهب والجرانيت أكثر الأحجار صلابة المستخدمة في عمارة مصر القديمة، ولذلك غالبًا ما أرسل قديمًا الملوك الجيوش والبعثات التجارية إلى الجزيرة حتى أصبحت مرسى للسفن والطواقم البحرية خاصة المتجهة إلى النوبة.
وتحتضن الجزيرة المئات من النقوش واللوحات التذكارية والخراطيش الملكية التي خلدها العديد من الحكام والملوك داخل حدود معبد الإلهة عنقت ابنة الإله خنوم والإلهة ساتِت ثالوث الفنتين حيث كان لها معبدًا في جزيرة سهيل، وأيضًا على الصخور الكبيرة المحيطة بالجزيرة.
يرجع أقدم تلك النقوش إلى عصر الدولة الوسطى (حوالي 2034-1650 ق.م)، في حين بعضها يرجع للعصرين اليوناني والروماني وأبرزها "نقش المجاعة" الشهير، أهم النقوش المنحوتة على صخور جزيرة سهيل، بالإضافة إلى نقش من عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث (حوالي 1479-1425 ق.م) الذي يروي قصة تمكن المشرف على أعمال البناء من استخراج ست مسلات من محاجر الجرانيت في أسوان.
لوحة المجاعة
تحمل لوحة المجاعة نصًا منقوشًا على وجه كتلة من الجرانيت بجزيرة سهيل يروي قصة أزمة واجهت أمة وجهود ملكها لإيجاد حل لها. على الرغم من أن تلك اللوحة تم نقشها في العصر البطلمي (332-30 ق.م) إلا أن أحداث المجاعة تعود لحوالي 2500 سنة أقدم.
نُقش على لوحة المجاعة 32 صف رأسي بالخط الهيروغليفي، يعلوها منظر يصور الملك زوسر (2686- 2667 ق.م)، وهو يقدم القرابين لثالوث إلفنتين المكون من الإله خنوم، زوجته ساتِت، وابنتهم عنقت.
توعرضت البلاد لسبع سنوات من الجفاف والمجاعة، فاستدعى الملك زوسر مستشاره الحكيم إيمحتب الذي أخبر الملك أن الفيضان يأتي نبع مقدس يقع في جزيرة إلفنتين الخاضعة للإله خنوم. فقام زوسر بتقديم القرابين لآلهة إلفنتين، وهكذا ظهر له خنوم بمنامه واعدًًا إياه بإنهاء المجاعة وعودة الفيضان مرة أخرى، وتعبيرًًا عن شكره للإله فقد أمر زوسر ببناء معبده في إلفنتين.