مجدي عاشور: اقتناء الكلب لمساعدة إنسانٍ كفيف أو عاجز أو مريض توحد جائز
رد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، على سؤال ورد إليه نصه: أُحِبُّ تربيةَ الكلابِ واللعبَ معها، فما الحكم الشرعي في ذلك؟ وهل وجود الكلب داخل المنزل لهذا الغرض يمنع دخول الملائكة؟.
وقال مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: أولًا: ما مِن خَلْقٍٍ لله تعالى إلَّا وفيه شيءٌ مِن المنفعة والحكمة؛ فعن عبد الله بن مغفَّل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا»، والكلاب في جملتها لها منافع كثيرة.
اتفق الفقهاء على جواز اقتناء وتربية الكلاب لأغراض الحراسة والصيد
وتابع مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية: ثانيًا: اتفق الفقهاء على جواز اقتناء وتربية الكلاب لأغراض الحراسة والصيد، لما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ»، وفي رواية: «إِلَّا كَلْبَ غَنَمٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ».
وواصل: وقد اختلف الفقهاء في جواز القياس على هذه الأغراضِ الواردة في الحديث:
- ذهب المالكية إلى كراهة اتخاذه لغير هذه الأغراض.
- ذهب الشافعية في وجه والحنابلة إلى وجوب الاقتصار على هذه الأغراض؛ وقوفًا عند مَورد النص.
- ذهب الحنفية وبعض المالكية والشافعية في وجه إلى جواز الزيادة على هذه الأغراض الواردة ما دامت هناك حاجة لذلك؛ إذ هي العِلَّة المفهومة مِن الحديث.
أثر وجود الكلب في المنزل على دخول الملائكة
وأردف مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية: ثالثًا: أما عن أثر وجود الكلب في المنزل على دخول الملائكة؛ فقد ورد ذلك في حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَدخُلُ المَلائِكةُ بَيتًا فيه كَلبٌ ولا صُورةُ تماثيل»، وهذا الحديث ليس على عمومه، فيُستثنَى مِن ذلك الملائكة الحَفَظَةُ والكَتَبَة وغيرُهم مِمَّن لا يُفارِقُون ابنَ آدم، كما أن هناك اختلافًا بين العلماء في أن ذلك عام في كلِّ الكلاب، أم هو خاصٌّ بالكلاب التي لا يُؤذَن في اقتنائها، والراجح فيهما الثاني؛ لقرينة الإذن الشرعي، فضلا عن أن بعض العلماء مَن يُخَصِّص ذلك بملائكة الوحي، فيكون ذلك خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
لمساعدة إنسانٍ كفيف أو عاجز أو طفل يعاني من التوحد
واختتم مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية: والخلاصة: أنَّ اقتناء الكلب بالمنزل مباح شرعا إذا كانت هناك حاجة لذلك؛ كأن كان الاقتناء للحراسة أو الصيد أو ما كان في معناهما كاستخدامات إدارات الشرطة المتخصصة، وكذلك لمساعدة إنسانٍ كفيف أو عاجز أو طفل يعاني من التوحد، وليس هناك ما يُغْنِي عن الكلبِ في ذلك، وبشرط ألَّا يُرَوِّع الآمنين أو يزعج الجيران، مضيفا: أما عن أثر ذلك في دخول الملائكة البيت الذي فيه كلب من عدمه، فلا يمنع من دخولها الكلبُ المحتاج إليه على قول كثيرٍ من الفقهاء، والله أعلم.
ومؤخرا أثار الشيخ محمد أبو بكر، من علماء الأزهر الشريف، جدلا واسعا، بعد حديثه الذي قال خلاله إنه لا فائدة من وجود الكلب في المنزل، سوى للحراسة أو الصيد، وأن لعاب الكلب نجس أما جسده فهو طاهر.