تزوجت قاصرًا وعاشت لسنوات مع المشعوذين.. إيمان تنجح في محو أميتها: قررت أغيّر من نفسي عشان عيالي
حين تولد الصغيرة يسمونها مصباح البيت، هي من تملأه بالضحكات والروح الإيجابية التي ينتظرها الآباء أن تنطلق في البيت مجرد أن تخطو خطواتها الأولى، ولكن جعل الكثير لها عمرًا محدودًا لينقلوها بأيديهم إلى مرحلة المرأة المفعمة بالأنوثة، والتي أصبحت فتنة لا بد من إلحاقها قبل أن تأتي بالعار.
يقولون إن الزواج المبكر يُستحب للذكر والأنثى لحماية النفس من الوقوع في المعاصي، هذا ما يعتقده الكثيرون خاصةً في الأرياف حتى الآن، وهو ما حدث لـ إيمان عبد المعطي، التي كانت تسير حياتها الطفولية بشكل طبيعي، تذهب إلى المدرسة ثم تنهي دروسها كي تلعب أمام المنزل مع من في نفس عمرها، إلى أن أُخذت من بينهم لأنها أصبح لديها الآن وضع خاص، فلم تصبح طفلة مثلهم بعدما تقدم لخطبتها شاب عشريني وهي في عمر الـ 13.
تناست إيمان أحلامها مثلما تناست معها ضحكاتها، حيث روت لـ القاهرة 24، قصتها مع الزواج المبكر الذي بدأ معه معاناتها الحقيقية، فتوقفت الصغيرة عن التعليم، وأصبحت في بيت عائلة تحمل مسؤولية زوج يطالبها بحقوقه الشرعية مثل أي زوجة، وآخرين يطالبوها بالحفيد الذي ينتظرونه منذ زمن.
لم تدرك إيمان معنى كلمة زواج، ولماذا يتوجه إليها أسئلة من نوعية: مفيش حاجة جاية في السكة؟، لتجد نفسها بين الدجالين والمشعوذين لمعرفة سبب تأخر الحمل وإيجاد حل لذلك، قائلة: شيلت ذنوب كتير أوي وعملت حاجات غلط على أيديهم مفهمتهاش إلا لما كبرت، وظلت في تلك المعاناة لمدة 4 سنوات.
اكتشفت العائلتين بعدما قررا أن يذهبا للأطباء، أن إيمان مجرد طفلة لا يمكن أن تنجب الآن أو حتى تتزوج، إلى أن أصبح لديها 5 أطفال، وكانت آلام الولادة والتربية هي المعاناة الثانية للأم الصغيرة، التي لا زالت لا تعرف متى دخلت إلى تلك الدوامة وهي بالأمس تركت الفصل.
تقول إيمان إنه بمجرد دخول ابنها الأكبر إلى المدرسة، وبدأ يكون أقل من زملائه في الحصول على درجات النجاح، وجه لها اتهامًا إنها هي من تسببت بذلك، لأنها لم تتعلم وبالتالي لم تتمكن من مساعدته.
قررت أغيّر من نفسي ومن حياتي اللي عمري ما كنت راضية عنها..خرجت إيمان مع زوجها وأولادها من الأرياف، وأتت إلى القاهرة، تلك الخطوة التي كان لها أثر كبير في حياتهم، فقررت إيمان أن تتعلم وتحصل على محو الأمية، وحصلت بالنهاية على شهادة دبلوم تجارة، وبالرغم أنها لم تتمكن مساعدة ابنها الأكبر، إلا أنها استطاعت أن تمد يدها للأطفال البقية التي من بينهم فتاة واحدة.
خلال السفر إلى البلد لتقضية المواسم والأعياد، يتوجه لإيمان عدة أسئلة بخصوص ابنتها التي لا طالما كانت خائفة أن تواجه نفس المصير، مثل موعد الختان أو ارتداء الحجاب، يروها أنها بلغت الـ 12 عام، وأصبحت أنثى بالغة، ولا بد أن تقوم بالشيء ذاته.
اختتمت إيمان حديثها: تعبت في جوازي وخلفة أولادي وتربيتهم واللي حصلي مش هعيده تاني في بنتي.