إحداهن سجلت أطفالها باسم أبيها.. قاصرات هُتكت طفولتهن بعقود عرفية
كانت رضا عبد العال تعيش حياة طبيعية، ضحكاتها تملأ أرجاء المنزل، مفعمة بالحيوية، تلك الروح التي انطفأت تمامًا بعدما رأت عائلتها أنه حان الوقت لتتزوج وهي بعمر الـ 13، لتبدأ رحلتها في معاناة الحياة.
عاشت رضا التي كان لها نصيب من اسمها مع زوجها بالإسكندرية، وروت لـ القاهرة 24، كيف أدى زواجها المبكر إلى إنجابها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث اختفت معتقداتها عن الزواج الذي يحمل الفرح والسعادة.
تقول رضا إن الزواج عبارة عن ضغط نفسي، فبمجرد دخول المرأة إلى بيت الزوجية، تبدأ هنا مواجهة المشكلات والمسؤوليات الكبيرة على عاتق طفلة صغيرة، الأمر الذي لم تتحمله وأدى في النهاية إلى إنجاب طفل لديه إعاقة حركية، نتيجة للزواج المبكر، حسب حديث الأطباء لها.
أما أزهار، في العشرينات من عمرها، يكبرها زوجها بحوالي 15 عاما، تزوجت في عمر الـ 14، ولم تحظَ بدخول المدرسة، ومأساتها تتلخص في زواجها المبكر ونتائجه التي لا زالت تؤرق حياتها.
أنجبت أزهار أول طفلين بعدما زوّجتها أسرتها بالإجبار، ولم تتمكن من تقييدهما أو إثبات نسبهما حتى الآن، وبرغم من أنها أنجبت اثنين آخرين، وهي لا زالت في أول الـ 20، إلا أنها نجحت في تقييدهما ولكن الآخرين لم تنجح في تسجيلهم حتى الآن.
الزواج المبكر
تقول أزهار: عايشة وراضية عشان العيال، رغم الخناقات والمشاكل الموجودة، والناس وقفت معايا عشان أسجل عيالي لكن معرفتش أسجل غير 2.
وحسب دينا رزق، مديرة إدارة المرأة بتضامن الجيزة، فهناك مئات الحالات التي عانت من ناحية تقييد الأولاد، حيث قالت لـ القاهرة 24، إن إحدى النساء بعد زواجها فشلت في تسجيل أبنائها واستخراج الأوراق الخاصة بهم، وعليه سجلتهم باسم أبيها.
وأضافت دينا خلال حديثها مع القاهرة 24، إن حملة زواجها قبل ال18 يضيع حقوقها، والذي تناهض بها وزارة التضامن الاجتماعي الزواج المبكر، تمكنت بالفعل من نشر وعي بشكل كبير بين النساء التي كادت تزوج فتياتها في سن المراهقة، وهدفها إنقاذ كل فتاة من مخاطر صحية ونفسية ومجتمعية تقع بها نتيجة للزواج المبكر.
