صانع تماثيل الشخصيات القبطية بالواقعية المفرطة: أصنعهم لنوال البركة.. ووضعها بمتحف الكاتدرائية أهم شيء لي | حوار
حبه للبابا شنودة الثالث دفعه لخوض تجربة الواقعية المفرطة في الفن، حيث استخدمها في صنع تماثيل لشخصيات قبطية شهيرة لنوال البركة ولحبه لهم،على حد قوله، حتى تنوعت أعماله الفنية وذهب يرسم بخياله وفكره المتحضر أبرز رجال الدين في البلاط الكنسي، بل وأشهرهم.
المهندس أشرف رؤوف، خريج كلية الفنون الجميلة، جامعة المنيا، بدأت رحلته الفنية مع صُنع تمثال للراحل البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117، عندما رأى تمثالا مجسما له في أحد الأديرة، لم يكن راضيًا عنه، ليقول إنه لا يليق بشخصية عظيمة مثل البابا شنودة.
القاهرة 24 حاور المهندس أشرف رؤوف، أحد أوائل من صنعوا تماثيل بالواقعية المفرطة في مصر.
وإلى نص الحوار…
-ما هي بداية رؤوف في الواقعية المفرطة؟
تجربة الواقعية المفرطة جاءت بالصدفة، عندما رأيت تمثالا لم يعجبني للبابا شنودة الثالث، في أحد الأديرة، وشعرت أنه في استطاعتنا أن نصنع شيئا أفضل من هذا، وبالفعل بدأت في صنع تمثال له من الجبس، ثم انتقلت لمرحلة أخرى حديثه وهي الواقعية المفرطة، ومكثت ما يقرب من العامين في صنع أول تمثال بالواقعية المفرطة في مصر.
كيف كانت كواليس صنع تمثال البابا شنودة الثالث وكيف كانت ردود الأفعال؟
يُعد تمثال البابا شنودة الثالث هو أول تمثال من الواقعية المفرطة في مصر والشرق الأوسط، وذلك لصعوبة هذا الفن، وبالطبع كان يوجد في البداية صعوبة بالتجربة، وحاولت تجنب الأخطاء في التجارب التالية، حيث كنت أريد أن يكون صُنع تماثيل الواقعية المفرطة بحرص شديد وجعلها متساوية بل تنافس المستوى العالمي، لذلك طورت أدائي للأفضل كل يوم، حتى وصلت إلى هذا المستوى بعد خطوات عدة.
البابا شنودة يمثل في حياتي الكثير، فتربينا على تعاليمه وعظاته، وكان له تأثير كبير جدًا في حياتي وكان مرشدا وأبا لنا جميعًا، ويمثل صنع تماثيل الشخصيات القبطية البركة، وأصنعها أيضًا لنوال البركة.
ما هي مراحل صُنع تمثال من الواقعية المفرطة؟
تجربة الوقعية تبدأ بالنحت، ثم ندورحوله من جميع النواحي والجهات، وهذا بالعجين الأولي، ثم نصنع له قالبا ونحاول أن يكون بدون أخطاء، ثم نضع السليكون ونصنع منه أكثر من نسخة، بحيث إذا وجد خطأ في أي منهم نستبدله بقالب آخر من السليكون، حتى نصل إلى أفضل نسخة موجودة ثم نكمل عليها في ملامح الوجه والملابس حتي يكتمل العمل.
كم يستغرق التمثال الواحد من الوقت لصنعه وما هي أصعب مراحله؟
يستغرق صنع أي تمثال سنة أو أكثر، وتعد البدايات هي أصعب المراحل في صنع تمثال الواقعية المفرطة، حيث يتم ضبط المقاسات الخاصة بالوجه، خصوصًا أنني لم أرَ جميع الشخصيات في الحقيقة ورأيتهم في الصور فقط.
-كيف استقبلت خبر وضع التماثيل في المتحف الخاص بالكاتدرائية؟
فرحت كثيرًا وشعرت بأن مجهودي لم يذهب هدر، خصوصًا أن جميع تكاليف صُنع التمثال من مالي الخاص، فعندما قرر الأنبا أرميا وضع التمثال في المركز الثقافي في المتحف البطريركي بالكاتدرائية المرقسية الكبرى، كان أهم شئ بالنسبة لي.
-لماذا أبونا فانوس بشكل خاص؟
بعد نجاح تجربة البابا شنودة الثالث، لم أقف عندها بل أقبلت على صنع تمثال من الواقعية المفرطة للبابا كيرلس السادس البطريرك الـ116، وبالتالي بدأت في هذا التمثال واستغرق مني ما يقرب من عام كامل في صعنه، وأكملت بعد ذلك تمثالا للقمص قانوس.
وصممت تمثالا من الواقعية المفرطة للقمص الراهب فانوس، الراهب بدير الأنبا بولا، وهو أجدد أعمالي في الواقعية المفرطية، وذلك لشعبيته بين الأقباط، وقمت برسمة وبناءه مثل الحقيقة، بملابسه الرهبانية البسيطة، واخترت القمص فانوس لشهرته وشعبيته بين الأقباط.
نريد أن يكشف رؤوف لنا عن تمثال وعمل فني جديد؟
بدأت صُنع تمثال للراحلة الأم إيريني، رئيسة دير أبي سيفين للراهبات بمصر القديمة، ومن المقرر أن يستغرق أيضًا عامًا كاملًا حتى أنتهي منه ثم يُعرض للجمهور، وفي الوقت الحالي لا توجد أية اتفاقيات بيني وبين الكنيسة لتنفيذ أي أعمال جديدة.
ما هي أحلام المهندس أشرف رؤوف وإلى أين يريد أن يصل؟
أحلم أن يتم صُنع تماثيل مثل هذه للشخصيات الكَنسية الشهيرة بين الأقباط، وأن يتم النظر لها بأهمية.