قائمة المنقولات الزوجية أصلها عادة يهودية

قائمة المنقولات الزوجية من أهم القواعد والأعراف في مراسم الزواج للمسلمين في المجتمع المصري بكل مستوياته الاجتماعية والثقافية، على عكس الإخوة المسيحيين في مصر فليس لديهم قائمة منقولات زوجية وإنما قاعدة عرفية بين العائلتين، وتختلف من منطقة إلى أخرى، وتعتبر القائمة وسيلة لدى بعض العائلات للتباهي والتفاخر بقيمة ما كتبه فيها، وتعبر عن قيمة الزوجة ويرى البعض أنها وسيلة لحفظ حقوق الزوجة، وقد يصل الاختلاف بين الطرفين على قائمة المنقولات الزوجية إلى إنهاء زيجات أثناء مراسم الزفاف وفي ليلة العرس أحيانا بسبب المغالاة وبسبب الغيرة بين الناس والعائلات.

قائمة المنقولات الزوجية والعقيدة اليهودية 

يوجد في التلمود، وهو كتاب المعاملات المقدس عند اليهود مثل التوراة،  كما ذكر عبدالرحمن بشير في كتابه اليهود في المغرب العربي، أن من عادات الزواج عند اليهود ومن أركانه هو توثيق المنقولات الزوجية لصالح الزوجة، وتحصل عليها عند الطلاق وذلك طبقا لتعليمات التلمود، كنوع من المهر المؤجل وحفظ حقوقها.   

أصل قائمة المنقولات الزوجية في مصر موجودة بمعبد يهودي

ظهرت قائمة المنقولات الزوجية في مصر بسبب زواج الرجال المصريين المسلمين من بنات اليهود فكان الرجل المصري المسلم يجمع في الزواج بين زوجة يهودية ومسلمة، ولم يكن هذا في عرف المرأة اليهودية، واعتبروا أنه يهدد بيتها وحياتها الزوجية وخاصة مع ميل الزوج للإنجاب من الزوجة المسلمة، ولخوف اليهود على مستقبل بناتهم جعلوا فكرة قائمة المنقولات الزوجية والتي تعتبر من عادتهم في الزواج عند اليهود، التي تكبل الرجل وتجعله مقيدا غير قادر على الطلاق أو التعدد، وذلك عن طريق توثيق كل المنقولات والمشغولات الذهبية لتستردها الزوجة اليهودية إذا تزوج من امرأة مسلمة.

أقدم نسخة قائمة منقولات زوجية في مصر 

في دار المحفوظات في أحد المعابد اليهودية في مدينة القاهرة، دار الجنيزة، يوجد أقدم قائمة منقولات زوجية ما زالت محفوظة في مصر منذ أكثر من 800 عام وتفاصيل قائمة المنقولات الموجودة في المعبد اليهودي يرجع تاريخها إلى عام 1160 ميلاديا، وتتضمن من مواصفات قائمة الزواج الموجودة حاليا في مصر، وتشتمل على منقولات وعفش منزلي بكامل تفاصيله من الملعقة والسكاكين للأثاث، وكُتب فيها كل شيء في بيت الزوجية على النحو التالي: زوج ملاعق، مغرفة، بردة، رداء قلموني، جوكانية مشهر وردة، نصف رداء مشفّع، جوكانية بياض، جوكانية بياض، منديل، مرتبة طبري 4 قطع، زوج مخدات شمعي، زوج مخدات رُماني، سطل، وطاسة، وكوز زيت بغطاه.

وظلت تلك العادة موجودة بين المصريين المسلمين حتى مع رحيل اليهود من مصر بعد ثورة 1952 وانتهاء ظاهرة زواج الرجل المسلم من يهودية، بقيت فكرة توثيق المنقولات الزوجية وانتقلت إلى المسلمين والسبب في ذلك أن المجتمع المصري كان خليطا متقاربا اجتماعيا بين المسلمين واليهود فانتقلت الغيرة والعادة، بنت فلانة مش أحسن من بنتى، ومقولة كيف فلانة تتزوج بقائمة منقولات أكثر من بنتى، وبسبب العادات والتقاليد وضياع الحقوق وعدة اعتبارات لا تزال موجودة في المجتمع المصري.

الكوميديا السوداء 

توجد العديد من الحكايات حول قائمة المنقولات الزوجية فمنها قصة واقعية حدثت في أحد البيوت المصرية حيث كانت العروس تلبس الأبيض في ليلة زفافها وتنتظر الخروج إلى المعازيم ولا تعلم أن العائلتين قد نشب بينهما خلاف بسبب عدم وجود كرسي في المنقولات، حتى وصل الأمر إلى إنهاء العرس، وخرجت العروس منهارة وتبدلت الفرحة إلى كسرة وحزن وأن الزيجة لم تتم بسبب كرسي غير موجود بقائمة المنقولات الزوجية.

القانون وقائمة المنقولات الزوجية

 أما القانون المصري يتعامل مع قائمة المنقولات الزوجية على أنها من مُسلمات وأساسيات الزواج؛ فسن لها القوانين والتشريعات التي يعاقب عليها الزوج وفق نصوصها في حال تبديد قائمة المنقولات حتى وصل الأمر إلى مشروع مقترح في مجلس النواب في دوراته الحالية لتوثيق قائمة المنقولات الزوجية.

أما حكمها الشرعي فيسأل عنها أهل الفتوى من المختصين فالقصد من المقال هو الرصد التاريخي وجذورها فقط وليس الحكم  القانوني أو الشرعي المختلف عليه، فالأصل في الزواج هو دفع المهر للزوجة  بحسب الاتفاق بين الطرفين وليس للمغالاة عملا بقول النبي الكريم أيسرهن مهرا أكثرهن بركة. 

وقائمة المنقولات الزوجية في الأصل هي لحفظ وضمان الحقوق، لكنها تستعمل من أهل الزوجة كنوع من الضغط وقد تصل للسجن والتهديد رغم أن الأصل في الزواج المودة والرحمة.