سائقو الحنطور بين الماضي والحاضر.. «الأُسطى باشا» عم حلمي: كنا بنوصل أولاد الباشوات
«أسطى باشا»، كلمة اختفت، كانَ يطلقها البعض على العمال وأصحاب الحرف اليدوية والصناع، وكانت هذه الكلمة على درجة كبيرة من الأنتشار، وهي أيضاً سببًا فى فخر أصحابها.
فيُحدثك شخص على صانع أو حرفى فيقول إن فلانا هذا «أسطى باشا» أى صانع ماهر، والبعض يري أن هذه الكلمة سبة فيرد عليك أحدهم إذا ناديته بكلمة «أسطى باشا» ايه أسطى باشا دي.
القاهرة 24 أجري لقاء التي بعدد من سائقي الحنطور بمحافظة بني سويف، وتفاجئنا بتفسير هذه الكلمة.
عم حلمي أحد سائقي الحنطور: كنا نلقب الأسطى باشا
يقول الحاج حلمي، البالغ من العمر 70 عامًا، أحد العاملين في مهنة الحنطور، أعمل في هذة المهنة وأنا في عمر الـ 8 سنوات كنا في الماضي نُلقب "بالأسطي باشا" كوننا كنا سائقي البشوات، في عصر الملوك والباشوات ولقب "العربجية" ظهر حديثًا، مع تغير الزمن، وكانَ سائقو الحَنطور آنذاك يمتعون بمظهر حسن ولباقة في الحديث، لافتًا إلى أن ركوب الحنطور، كان للأعيان ومتوسطي الدخل، مقارنة باليوم، مع ظهور وسائل النقل والمواصلات الحديثة وانتشارها داخل المحافظة والمدن أصبحت مهنة منبوذة لدى البعض.
وأوضح حلمي، كان لدينا في مدينة بني سويف، ثلاث عائلات، هم عائلة الزعيري باشا، عائلة زعزوع باشا، عائلة أحمد باشا الغمراوي، كنت أعمل لديهم وأقوم بنقلهم وأبنائهم بواسطة الحنطور ما كنا نرى منهم غير الاحترام والرقي في المعاملة، كانوا ينادون أسطى باشا.
وأشار بعض الناس يظن أن العربجي هو شخص غير سوي وأننا نفتعل المشاكل علي عكس من تعامل معنا، وأتَمننا علي ابنائه وربات بيوتهم، فحتى بعد ظهور وسائل النقل الحديثة، كان أسر أكبر العائلات في بني سويف، تتواصل معنا لنقل أبنائهم وزوجاتهم
وأضاف كانت لدينا نقابة عامة خاصة سائقو الحنطور، علي مستوى الجمهورية، وكان لنا فرع للنقابة خاص بنا في محافظة بني سويف، وكانت كل العربات مرخصة، مشيرًا إلي أن المهنة اليوم لم تّعد كسابق عهدها، حيث أصبحنا نعاني، بسبب ارتفاع أسعار العلف، وصيانة عربات الحنطور، بالإضافة إلي منع تجول الحنطور داخل المدينة، والاكتفاء ببعض الأماكن البعيدة عن الزحام.
