رغم تهديد الصين.. بيلوسي تتجاهل تحذيرات المسؤولين الأمريكيين وتتوجه لتايوان
أعلنت وسائل إعلام أمريكية وتايوانية، اليوم الاثنين، أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، ستصل العاصمة تايبيه مساء الثلاثاء، في خطوة من المتوقع أن تثير أزمة غير مسبوقة مع الصين، التي حذرت من هذه الزيارة، وهددت بتصعيد عسكري تجاه الجزيرة التي تعتبرها جزءًا من أراضيها.
وذكرت الإذاعة التايوانية، اليوم، أن بيلوسي، ستصل البلاد مساء اليوم، رغم أنه من المقرر أن تبدأ رئيسة مجلس النواب الأمريكي، جولتها الأسيوية اليوم من سنغافورة، وهي الجولة التي أعلنت برنامجها أمس، وخلا من اسم تايوان.
في هذا السياق، أفادت CNN الأمريكية، بأنه من المتوقع أن تزور بيلوسي؛ تايوان كجزء من جولتها الآسيوية، وذلك نقلًا عن مسؤول حكومي تايواني رفيع ومسؤول أمريكي.
وأوضحت الشبكة الإخبارية، أنه من غير الواضح؛ موعد وصول بيلوسي إلى تايوان، لكنها من المتوقع أن تبقى في هناك طوال الليل، مشيرة إلى أن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية يعملون على مدار الساعة، لمراقبة أي تحركات صينية في المنطقة، وتأمين خطة للحفاظ على سلامتها، وذلك بحسب المسؤول الأمريكي.
بيلوسي تتجاهل تحذيرات الإدارة الأمريكية وتهديدات الصين
وفي حالة زارت بيلوسي، تايوان اليوم، فإنها بذلك تتجاهل تحذيرات مسؤولي الإدارة الأمريكية، الذين يشعرون بالقلق من رد فعل الصين على هذه الخطوة التي تعتبر تصعيدًا أمريكا، فرئيسة مجلس النواب الأمريكي، هي ثالث شخصية في هرم السلطة الأمريكي، بعد رئيس البلاد ونائبه، وستكون بذلك أرفع مسؤول أمريكي يزور تايوان منذ عام 1997، عندما زار نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب السابق، الجزيرة.
كما تتجاهل بيلوسي، في حال إتمام زيارتها، التهديدات الصينية غير المسبوقة، والتي تجددت صباح اليوم، بأن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي حال زارت بيلوسي، تايوان.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الصينية، اليوم، بأن العسكريين الصينيين، لن يجلسوا مكتوفي الأيدي؛ إن زارت بيلوسي تايوان، مؤكدا أن زيارة بيلوسي المحتملة إلى تايوان، ستكون انتهاكا لسيادة الصين، وستؤثر سلبًا على العلاقة مع الولايات المتحدة.
وفي تصريحات سابقة أول أمس، أفاد متحدث الخارجية الصينية، بأن الولايات المتحدة ستُقابل بإجراءات مضادة حازمة إذا ما تحدت الخط الأحمر للصين، مضيفا: على الجانب الأمريكي أن يتحمل جميع العواقب الناجمة عن ذلك.
الرئيس الصيني لبايدن: لا تلعبوا بالنار
كما حذّر الرئيس الصيني شي جين بينج، نظيره الأمريكي، في محادثات هاتفية جمعتهما يوم الخميس الماضي، من اللعب بالنار، قائلا إنه يجب أن يكون واضحا تماما للولايات المتحدة أن من يلعب بالنار يحترق بها.
وقضية تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها الصين؛ جُزءًا من أراضيها، واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في العلاقات بين واشنطن وبكين، فـ الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع الصين بعدما قطعتها مع تايوان، ويعد هذا شرطًا أساسيا لدى بكين للارتباط بعلاقات مع أي دولة، فهي تعتبر أن تايوان جزءا منها، لكن الولايات المتحدة أبقت على دعمها السياسي والعسكري لتايوان.
وتشدد الصين على الاعتراف بمبدأ صين واحدة، ويعني ذلك أنه لا يوجد سوى الصين وعاصمتها بكين، حيث أن جزيرة تايوان تُعرف رسميا بجمهورية الصين، وباسم تايبيه الصينية، وترفض بكين اعتراف أي دولة بها.
وصرح السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تشين قانج، في وقت سابق، بأن مسألة تايوان هي القضية الجوهرية الأكثر حساسية، والأكثر أهمية في العلاقات الصينية الأمريكية.
وترى الإدارة الأمريكية، حسبما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، من قبل، بأنه لا يجب القيام بهذه الزيارة، وعمل مسؤولي إدارته خلال الأسابيع الماضية على توضيح مخاطر هذه الزيارة.
ويشعر مسؤولو الإدارة الأمريكية، بالقلق من أن زيارة بيلوسي تأتي في لحظة متوترة بشكل خاص، وتسبق المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني، المتوقع أن يبدأ مسؤولي الحزب الصينيون في الإعداد له خلال الأسابيع المقبلة، وستُشكل هذه الزيارة ضغطا عليهم لإظهار القوة.