السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هل تعيد نجاحات إعمار مصر ترتيب أوراق بعض المطورين المصريين؟

الإثنين 01/أغسطس/2022 - 09:43 م

لا شك في أن ما حققته شركة إعمار مصر من خلال طرح أحدث مشروعاتها بالساحل الشمالي والانتهاء من تسويق مرحلة كاملة بعدد 300 فيلا؛ بأرقام فلكية وفي وقت قياسي، أعاد لبعض المطورين العقاريين العاملين بالسوق العقاري المصري وعيهم الحقيقي، بأنه ما زال أمامهم الطريق طويلًا للوصول إلى ما وصلت إليه شركة إعمار مصر في فترة وجيزة.

وبمجرد الاطلاع على حجم النجاح الذي حققته الشركة الإماراتية نجد أن إعمار العبار؛ لم يستخدم وسائل للدعاية، للحديث عن طرح أولى مراحل المشروع إلا من خلال حفلها الذي أحياه الفنان عمرو دياب، ولكن ليس هذا بجديد فأغلب الشركات العقارية تفعل ما فعلته إعمار وأكثر، حيث استعانت تلك الشركات بعمرو دياب نفسه في أحد المشروعات التي طرحت في العاصمة الإدارية مؤخرًا، بينما استعان البعض الآخر بالكبار من جيل عمرو دياب، ولكن يلاحظ أن أمر نجاح المشروع وتسويقه غير مرهون بحجم الفنان وعدد الحشود من العملاء فى الحفلات الصاخبة حتى طلوع الفجر.

وبمقارنة بسيطة بين بعض شركات التطوير العاملة بالعاصمة الإدارية وشركة إعمار مصر نجد أن الأخيرة تمكنت وبجدارة من تنفيذ المخطط العام لمشروعاتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر مشروع مراسي، حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بخبراء من الخارج، وليس بعيب أن نستعين بهم ما دامت هناك حاجة لذلك، ولكن نعلم جميعا أن ما تتفق عليه إعمار في مشروعاتها ينفذ كما هو دون تدخل أو تعديل في المخطط الخاص بكل مرحلة، وإذا ما تمت المقارنة مرة أخرى نجد أن أغلب الشركات الموجودة في العاصمة لديها قدرة كبيرة على تقديم مخطط لا يتناسب مع مشروعها، مما استدعى شركة العاصمة للتدخل ومطالبة هذه الشركات بإعادة التخطيط مرة أخرى حتى وصل الأمر إلى أن تطلب شركة العاصمة الإدارية من أحدي الشركات العاملة بتغيير مخططها أكثر من 8 مرات في 3 شهور فقط، وهذا إن دل فهو يدل على عدم امتلاك تلك الشركات رؤية لمشروعها المستقبلي، ولكن تخطط وتضع ما يوفر لها المال فقط، سواء في استخدام الخامات الرديئة في الواجهات الأمامية والداخلية، مع استغلال جميع المساحة دون مراعاة الكثافة البنائية، والمساحات الخضراء، وأصبح هدفها الأول والأخير توفير متر مربع قابل للبيع لجني مزيد من الأموال.

واستكمالا للحديث نجد أن نجاح مشروعات إعمار نابع من إيمان قيادة الشركة بضرورة مراعاة جميع تفاصيل المخطط الصغيرة منها قبل الكبيرة، مع الالتزام بجميع العهود التي التزمت بها مع عملائها، هذا على عكس ما يحدث من بعض شركات العاصمة الإدارية وهنا ننقل الحديث عن المشروعات السكنية عندما تجلس مع المسوقين العقاريين التي تعاقدت معهم شركات التطوير نلاحظ أنهم يعملون بنظام «السبوبة» أي أنه يمنح العميل معلومات وخرائط ليس لها أساس من الصحة، ويوفر له جميع أدوات الكذب والخداع من أجل إرضاء العميل والحصول على توقيعه على استمارة الحجز، ومن ثم يحصل على العمولة، ويترك العميل بعد ذلك للشركة، ليتفاجأ العميل بمخطط جديد لا يعلم من أين جاءوا به؟!.. ثم يتساءل أين موقع الوحدة التي تم حجزها وسداد مقدمها؟.. ليفيق على حقيقة أنه تم حجز وحدة سكنية خلف المناطق المفتوحة، في حين أنه عند تعاقده وتوقيعه على استثماره الحجز وسداد المقدم؛ كانت تطل على حمامات سباحة ومساحات خضراء، وتحيط بها جميع الخدمات وقريبة من الكلاب هاوس والنادٍ الرياضي، وهذا الأمر دفع العديد من العملاء خلال الفترة الأخيرة لفسخ تعاقدها مع شركات وعددهم يصل للمئات.

ثقة العملاء

وبالعودة لشركة إعمار نجد أن مؤسسها يؤكد مرارًا وتكرارًا أن العميل شريك في مشروعات الشركة، وأن المطور الجاد هو ما يوفر جميع سبل الحياة داخل مشروعاته، وعدم التعامل مطلقا مع شركات التسويق العقاري، لأنه يدرك جيدًا ما تفعله الشركات باعتبارها طاردة للعملاء وتهز ثقتهم في الشركة، ويفضل الاعتماد على فريق مبيعات لدى الشركة يتمتع بالقدرة والمهارة والمصداقية والتعلم والخبرة بما يتحدثون به ويدركون جيدًا أن كل تفصيلة كما هي المخطط تطبق «زي ما مرسوم على البلان».

الخلاصة، جميع المطورين مطالبون ببذل المزيد من الجهد والتعب للحفاظ على ثقة عملائهم، كما فعلت إعمار في فترة زمنية قصيرة، إلى جانب التزامهم بكل تفاصيل مشروعاتهم حتى وإن كان ذلك على حساب خفض هامش الربح، فضلا عن الاستعانة بكل خبير في مجاله، دون إسناد المشروع الاستشاريين لا يدركون حجم المشروعات المُسندة إليهم، وعدم الاعتماد الكلي على الاستعانة بالمطربين والمطربات لإحياء الحفلات الليلية للافتتاح، وصرف ملايين الجنيهات؛ ليتم تحميلها على سعر المتر للعملاء في النهاية، العبرة بالتسليم والالتزام بالتفاصيل هو السبيل الوحيد في الوقت الراهن لتكون بعض الشركات المصرية شبيهة بإعمار مصر.

تابع مواقعنا