هل قتل أيمن الظواهري في أفغانستان بوشاية من طالبان للتقرب من أمريكا؟
تساؤلات عدة طرحها استهداف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بصاروخ حمل اسم نينجا أطلق من طائرة بدون طيار تابعة للقوات الجوية الأمريكية، على منزل بالعاصمة الأفغانية كابول، والتي تسيطر عليها حركة طالبان منذ أغسطس عام 2021
حركة طالبان ذاتها كانت أولى المدينين للهجوم، معلنة ذلك على لسان متحدثها ذبيح الله مجاهد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية نفذت هجوما جويا على منزل سكني منطقة شيربور بمدينة كابول، موجها الإدانة للهجوم مهما كانت ذرائعه وتصفه بأنه انتهاك واضح للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة، مشيرة إلى أن مثل هذه الأعمال هي تكرار للتجارب الفاشلة خلال العشرين سنة الماضية وتتعارض مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأفغانستان والمنطقة، مؤكدا أن تكرار مثل هذه الإجراءات سيضر بالفرص المتاحة.
مقتل أيمن الظواهري
في حين يرى أحمد سلطان الباحث والمتخصص في الحركات الإسلامية المسلحة، أن إدانة طالبان للهجوم الأمريكي لا تنفي إمكانية مشاركتها بشكل غير مباشر في مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، في العاصمة التي تسيطر عليها طالبان.
ويضيف سلطان ل القاهرة 24، أنه من مصلحة طالبان في الوقت الراهن القضاء على أيمن الظواهري، لعدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته طالبان باستضافتها للظواهري وأسامة بن لادن قبل هجمات 11 سبتمبر.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن استهداف الظواهري في كابول تم بوشاية من داخل حركة طالبان التي تريد أن تظهر كشريك للمجتمع الدولي في مواجهة الارهاب، لكسب اعتراف دولي لشرعيتها، معللا ذلك بأنه على مدار السنوات الماضية لم يتم استهداف الظواهري داخل أفغانستان إلا عقب سيطرة طالبان على الحكم، وإبرامها اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية في الدوحة.
طالبان تكشف موقع الظواهري لأمريكا
إمكانية وشاية طالبان بمقر تواجد الظواهري في كابول تزايدت بعدما كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن المنزل الذي تعرض للغارة الأمريكية وقتل بداخله أيمن الظواهري القيادي في تنظيم القاعدة يملكه أحد كبار مساعدي سراج الدين حقاني وزير الداخلية الأفغاني.
وأفادت نقلا عن مصادر، بأن الغارة الأمريكية على أيمن الظواهري، القيادي في تنظيم القاعدة، في ضربة جوية أمريكية في أفغانستان، نفذت على الأرجح بصاروخ RX9 الدقيق؛ بهدف تقليل الأضرار الجانبية.
واوضحت الصحيفة أن الظواهري كان في منزل بالحي الدبلوماسي في العاصمة كابل وتم استهداف الظواهري بينما كان على شرفة المنزل الذي يقطنه في كابول، وهو أحد الأحياء الذي يصعب دخول المواطنين إليه بشكل عادي لتواجد العديد من قيادات طالبان ومسؤلي السفارات الخارجية داخله، ما يرفع أسهم وشاية طالبان الراغبة في كسب ود واشنطن وتقديمها الظواهري قربان لزعيم البيت الأبيض.