قدم ذهبية لفتاة ريفية | فاطمة تتحدى التقاليد وتلعب الكرة مع الرجال: بسافر من بني سويف للشرقية بالعجلة لتحقيق حلمي
من قلب الحكامنة - إحدى القرى الصغيرة في بني سويف، حيث البيوت المُتراصة بشكلها التقليدي بجانب بعضها، وتلتزم بالعادات والتقاليد الريفية، المُتمثلة في الحفاظ على الفتيات في بيوتهن حتى يتزوجن؛ قررت فاطمة، البالغة من العمر 15 عاما، ترك التعليم، لتصبح لاعبة كرة قدم مُحترفة، لكن بفريق الرجال.
حلم الفتاة المصرية، كان مفاجئًا لـ أسرتها وأهل قريتها، خاصة باللعب في فريق الرجال، نظرًا لحبها وشغفها الشديد بكرة القدم، حيث بدأتها في سن 10 سنوات فقط، وقررت أن تنضم لـ فريق نسائي حتى تتطور وتحقق حلمها، لكن لا يوجد فريقًا نسائيا في قريتها الريفية الواقعة بمحافظة بني سويف.
روت فاطمة مصطفى لـ القاهرة 24، أنها تعيش مع أسرتها في بيت ريفي بسيط، وكانت تذهب إلى المدرسة حتى الصف الأول الإعدادي، ومن بعد ذلك دفعت الظروف المادية؛ الأب إلى إخراج الصغيرة من المدرسة، كونهم لا يتحملون تكلفتها.
قطعة قماشة ملفوفة وهشة
كانت تلعب فاطمة الكرة مع جيرانها وأولاد عمومها أمام المنزل، وكانت تبدو كقطعة قماشة ملفوفة هشة، ولكن لا بأس بها إذا صدموها بشكل قوي، وقد يستخدمون الخيط والإبرة لتخيطيها، وتصبح كرة قوية يمكن اللعب بها.
وأحبت فاطمة الكرة بشكل كبير، حيث قالت: كنت مبنامش أفضل العب بالكرة 24 ساعة، حتى لو لوحدي ومعيش حد.. أجيبها وأقعد أنططها، لحد ما أهلي زعقولي وقالولي مفيش بنت تلعب مع الولاد كورة، ولازم أقعد في البيت، حتى أمي ست فلاحة وعايزاني أكون جنبها.
مساع الفتاة الصغير وراء البحث عن تحقيق حلمها، دعاها إلى السفر لمحافظة الشرقية، نظرا لوجود فريق نسائي لكرة القدم، إلا أنها لم تكن تملك تكلفة التنقل من محافظة إلى أخرى، ورغم ذلك، لم تستسلم وأخذت عجلتها الصغيرة، وأصبحت تذهب بنفسها إلى الشرقية.
وتابعت فاطمة: المشوار كان بعيد، وكنت بتعب جدًا، ومكانش في فلوس مواصلات، وكمان مستوايا في اللعب كان أفضل من البنات بكثير، لأنهم كانوا لسة في البداية، فاضطريت اني أوقف لعب في الشرقية، وأرجع تاني ألعب في الشارع قُدام البيت في بني سويف.
ونظرا لشغفها وتمسكها بلعبة كرة القدم؛ شوهدت فاطمة وهي تلعب من قِبل كابتن يُدعى شريف سمير، ويُدرب فريقًا للرجال، ليقرر تبني فاطمة، وتكون معه بفريقه، قائلة: في البداية كانت خائفة ومتوترة لأنني الفتاة الوحيدة وسط فريق كبير من الرجال، إلا أنهم شجعوني ودعموني، بعد رؤية مستواي، ودائمًا ما يساعدوني حتى أحقق طموحي، كما أنني أحلم بالاحتراف في وادي دجلة، وأطلقوا عليّ كابتن طماطم.
من جانبه، قال كابتن سمير لـ القاهرة 24: شوفتها بتلعب في الشارع، وانبهرت بمستواها واتبنتها لأنها بنت مُحترفة جدًا.. حد مجنون كرة، وأنا مراهن عليها.
