تنشيط السياحة عن طريق WEB3
في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية المتأثرة بالحروب الحالية والمحتملة ومن قبلها جائحة كورونا، وفي ظل حاجة كل الدول لاستغلال مواردها بشكل مثالي يمكن استخدام تطبيقات تكنولوجية حديثة مثل تطبيقات ويب 3 لزيادة العوائد من السياحة مما سيساعد بالتأكيد في توفير مصادر جديدة للعملة الصعبة.
في البداية، WEB3 وبتعريف مبدأي مختصر هو الجيل الجديد من الإنترنت والذي يشمل الميتافيرس Metaverse والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs وإنترنت الأشياء Internet of things والذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence والواقع الافتراضي Virtual Reality والواقع المعزز Augmented Reality وتكنولوجيا بلوكتشين Blockchain وغيرها من التطبيقات التي يتم العمل عليها وتحديثها بشكل متسارع يُصعّب مواكبتها على كل من لم يلحق بقطار تلك التطبيقات التكنولوجية من البداية.
والسؤال الآن الذي يتبادر لذهنك عزيزي القارئ، ما هي الأمثلة أو الخطوات العملية الفعلية التي يمكن من خلالها استخدام تلك التكنولوجيا في تنشيط قطاع اقتصادي كبير في مصر مثل القطاع السياحي؟
على سبيل المثال يمكن أن تصدر وزارة السياحة عددا محددا من الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs تتيح من خلالها للسياح من جميع أنحاء العالم بالحصول على NFT يشمل صورة لمنطقة أثرية وتذكرة دخول مدى الحياة لبعض الأماكن السياحية مقابل مبلغ مالي ضخم يصل لآلاف الدولارات، فمثلًا لو تم إصدار مجموعة NFT مكونة من 10 آلاف NFT وهو العدد الأشهر لمجموعات الرموز غير القابلة للاستبدال NFT Collections سيكون منطقي أن يتم بيع الواحدة بمبلغ كبير يصل لآلاف الدولارات، إذ إن الندرة ومحدودية الرموز تجعل قيمتها أعلى، ويمكن للوزارة أو لأي جهة قد تصدر مثل هذه الرموز أن تتحكم في شروط الخدمات التي تشملها الـNFT والتي هي في مثالنا الحالي هو تذكرة دخول مجانية، فمثلًا يمكن وضع حد أقصى لعدد الزيارات كل عام أو التأكيد على أنها ليست صكوك ملكية وإنما فقط شيء تذكاري يشمل معه خدمة NFT + Utility.
ومن الأمثلة الأخرى التي يمكن من خلالها الاستفادة من الرموز غير قابلة للاستبدال NFTs هي استبدال عملية اصدار العملات التذكارية والطوابع البريدية الرمزية للشخصيات والمناسبات التاريخية بأخرى رقمية، وقد أصدرت العديد من الدول ومنها عربية مجموعات NFT تذكارية بمناسبة اليوم الوطني أو لغيرها من المناسبات.
يمكن أيضًا استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في عمل جولات سياحية باستخدام نظارات الواقع الافتراضي VR لأماكن سياحية وأثرية كثيرة في مصر، فالعديد من شعوب العالم لديها رغبة في زيارة تلك الأماكن ولكن ليس لدى الجميع قدرة على السفر الفعلي بما يمثله من عبئ مادي، ولكن يمكن لشخص في أمريكيا اللاتينية أو استراليا دفع مقابل بسيط وليكن 25 دولار لعمل زيارة افتراضية للأهرامات وأبو الهول وغيرها من الأماكن الأثرية الشهيرة، وهذه التطبيقات لن تكون بديل للسياحة الفعلية ولكنها تُدخل عوائد مادية من شريحة أخرى أقل دخلًا من الشريحة المستهدفة لزيارة مصر وبدون تكلفة فعلية تذكر.
يمكن أيضًا للمتاحف استخدام تطبيقات الواقع المعزز AR لعرض تفاصيل ومعلومات إضافية عن آثر معين أو لوحة فنية أو مقتنيات باستخدام تلك التكنولوجيا، فمثلًا عندما يدخل السائح يمكنه عمل مسح لكود Scan عن طريق تطبيق يتم إنشاءه ليعرض مزيد من التفاصيل عن الأثر بتقنية الواقع الافتراضي مما يُسهم في أن تكون الزيارة للسائح أكثر تفاعلية وأكثر إمتاعًا وبالتالي يمكن أن يكون المقابل المالي لها أعلى.
إن كل هذه الأمثلة وغيرها الكثير يمكن الاستفادة منها لخلق فرص عمل جديدة ولتوفير عائد اقتصادي ليس فقط في القطاع السياحي ولكن في كل القطاعات وللتواجد من البداية في قطاع جديد وبكر تصل التوقعات عنه لتريليونات الدولارات خلال سنوات معدودة طبقًا لتقارير بنوك ومؤسسات مالية عالمية.
