أوربا على موعد مع الظلام والحرمان من الدفء الشتاء المقبل بسبب أزمة الطاقة وحظر الفحم الروسي
توقع خبراء في الطاقة أن تعاني أوربا خلال هذا الشتاء المقبل من الظلام والحرمان من الدفء بسبب أزمة الطاقة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك منافسة الدول الأسيوية للقارة الأوربية في الحصول الغاز والفحم حيث تشترك الدول الآسيوية في ذروة الطلب على التدفئة خلال فصل الشتاء مع أوروبا.
نقص إمدادات الطاقة
ويُهدد نقص إمدادات الطاقة عالميًا بمعاناة قطاع الكهرباء في أوروبا من أزمة طاحنة خلال الشتاء المقبل، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها القارّة العجوز على جانبي العرض والطلب.
وتتفاقم أزمة الكهرباء في أوروبا بارتفاع أسعار الفحم، خاصةً مع حظر الفحم الروسي خلال الشهر الجاري، والعودة إلى الوقود الأسود من قبل العديد من الدول الأوروبية، لمواجهة نقص الغاز الروسي.
وارتفع سعر الفحم الحراري إيه بي آي تو (API 2) -هو المعيار الرئيس لاستيراد الفحم في أوروبا- إلى 377 دولارًا للطن، بزيادة 250 دولارًا للطن تقريبًا منذ بداية 2022.
وترغب أوروبا في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، لكن الخيارات محدودة حتى الآن، بل هناك حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات من الأسواق الأخرى.
وزادت المنافسة الدولية على الوقود منذ أن قلب الغزو الروسي لأوكرانيا تدفقات التجارة العالمية، ما أدى لارتفاع أسعار الفحم والغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية. في أوروبا، ويبدو أن الضغط على وشك أن يصبح أكثر إحكامًا، حيث تعتزم المفوضية الأوروبية فرض حظرًا كاملًا على الفحم الروسي ابتداءً من هذا الأسبوع، بينما خفضت شركة "غازبروم" تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا. كانت روسيا تاريخيًا أكبر مورد للغاز في الاتحاد الأوروبي، حيث غطت حوالي 40% من الطلب وذلك وفق بلومبرج.
وقال علي أصغر، المحلل في بلومبرج: شحنات الفحم، خاصة تلك التي تضم فحم عالي المحتوى من الطاقة المستخدم في اليابان وكوريا، يرتفع الطلب عليها ويُتعاقد عليها في الغالب. وستتقاتل اليابان وكوريا مع أوروبا للحصول على معظم الشحنات الفورية".
وقال شيزو تشو الخبير العالمي في الطاقة: إذا كان هناك شتاء قارس البرودة، فقد تحتاج اليابان وكوريا الجنوبية إلى شحنات فورية إضافية، وبالتالي يمكنها التنافس على الأرجح مع المشترين الأوروبيين. وأضاف: من ناحية أخرى، يُحتمل أن تلجأ الصين إلى مزيدًا من الفحم المحلي.