أول شحنة حبوب من أوكرانيا عالقة في البحر بعد رفض لبنان تسلمها.. هل تشتريها مصر؟
بعد إعلان السفارة الأوكرانيّة في لبنان أنّ أوّل سفينة للحبوب الأوكرانيّة لن تصل إلى لبنان كما كان مخطّطًا لها، أوضحت اليوم الاثنين أنّه "وفق المعلومات من مورّد الشحنة، فقد رفض المشتري النهائيّ في لبنان تسلم الشحنة بسبب التأخير في التسليم (أكثر من 5 أشهر)، لذلك يبحث مورد الشحنة الآن عن مشترٍ آخر.
وتطفو الآن في البحر الأبيض المتوسط أول شحنة محاصيل تغادر موانئ الحبوب التي افتُتحت حديثًا في أوكرانيا، بحثًا عن وجهة جديدة بعد أن رفض مشتريها التسلم وفق بلومبرج.
ونشرت السفارة الأوكرانية في بيروت اليوم الاثنين صورة للسفينة رازوني، وقالت إن مشتريها الأخير في لبنان رفض الشحنة بسبب تأخر تسليمها خمسة أشهر.
وكانت أول سفينة تحمل حبوبًا زراعية تغادر الموانئ الرئيسية على البحر الأسود منذ الغزو الروسي، محمّلة بنحو 26500 طن من الذرة بعد أن تمّ التوصل إلى صفقة مؤخرًا لاستئناف الصادرات.
تسلّط الاضطرابات في رحلة السفينة للعثور على عميل، الضوء على التحديات التي تنتظرها عودة شحنات الحبوب الأوكرانية إلى طبيعتها مع استمرار الحرب.
البحث عن وجهة أخرى غير لبنان
يبحث الشاحن التابع لشركة "رازوني" Razoni عن مشترٍ جديد في لبنان أو في أي مكان آخر، وفقًا للسفارة. فيما أظهرت بيانات تتبّع السفن أن وجهتها تغيّرت الأحد من طرابلس.
وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد اللبنانية إن الحكومة لم تكن مشاركة في الشحنة لأنها كانت مطلوبة من القطاع الخاص.
وفي الوقت نفسه، وصلت سفينة أصغر تحمل شحنة ذرة من أوكرانيا إلى وجهتها النهائية في تركيا يوم الاثنين، لتكون أول سفينة بعد الاتفاق تصل إلى وجهتها النهائية، حسبما ذكرت وزارة البنية التحتية الأوكرانية. ومن المقرر أن تصل اثنتان أخريان غادرتا في نفس القافلة إلى موانئهما النهائية في غضون أسبوع. فيما بلغ عدد السفن المغادرة للموانئ الأوكرانية حتى الآن حوالي 10 سفن.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي المصري في تصريحات لـ القاهرة 24 إن المسئول عن شراء الشحنات والتعاقد بشأنها هي هيئة السلع التموينية بوزارة التموين، ثم يأتي بعد ذلك دور الحجر الزراعي لفحص الشحنة من الآفات الزراعية أو أي أمراض حجرية، وأنه حتى الآن لم يأتِ طلب فحص لهذه الشحنة.
وكشفت مصادر بهيئة السلع التموينية بوزارة التموين أنه حتى الآن لا يوجد نية لشراء الشحنة العالقة الآن بالبحر المتوسط، إذ لم يتقدم حتى الآن أحد لشراء شحنة الحبوب للتعاقد عليها وشرائها من جانب مصر.
ويسمح الاتفاق الذي وقّعته روسيا وأوكرانيا في 22 يوليو بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، باستئناف الشحنات إلى الأسواق العالمية من الحبوب الأوكرانية المحظورة منذ الغزو الروسي، تحت إشراف دوليّ.
ووُقّع اتّفاق مماثل يضمن لروسيا في الوقت نفسه تصدير منتجاتها الزراعيّة وأسمدتها على الرغم من العقوبات الغربيّة. ويُفترَض أن يُساعد الاتّفاقان على تخفيف أزمة الغذاء العالميّة الناجمة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة في عدد من الدول النامية مثل مصر ولبنان حيث تعتمد الدولتان على الحبوب الأوكرانية والروسية بشكل رئيسي حيث تعد كل من روسيا وأوكرانيا هما عادة أكبر مصدري القمح إلى مصر، إذ بلغت نسبة الواردات الروسية نحو 50 بالمئة، في حين بلغت الأوكرانية 30 بالمئة من إجمالي واردات مصر من القمح في 2021.