زعيم القاعدة المنتظر.. هل يحرم بن لادن وإيران سيف العدل من قيادة التنظيم؟
في الأول من أغسطس الجاري، قُتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري خلال غارة جوية أمريكية، استهدفت منزله في العاصمة الأفغانية كابول، لتُطوى صفحة القُطب الثاني في التنظيم بعد سنوات من الاختفاء، تراجع خلالها دور القاعدة لصالح تنظيمات إرهابية أخرى، وخلّف مقتل الظواهري تساؤلا محيرا حول هوية الرجل الذي سيخلفه في قيادة التنظيم، لا سيما مع مقتل معظم قادة الصف الأول في سنوات الحرب السورية.
سيف العدل، كانت الشخصية الأوفر حظا في توقعات تولي قيادة التنظيم الإرهابي، خلفا للظواهري، رغم الغموض المُحيّر الذي يحيط بشخصيته وتضارب المعلومات المتوفرة حول هويته، والتي تخلط بين شخصيتين مصريتين، هما، محمد إبراهيم مكاوي، ومحمد صلاح زيدان.
حظوظ سيف العدل، في تولي قيادة تنظيم القاعدة، لا تقل غموضا عن هويته الحقيقية، فالرجل الذي رشحته غالبية التوقعات لخلافة الظواهري، تواجه تحديات عديدة، على رأسها رأي قادة التنظيم الأوائل وأبرزهم مؤسس القاعدة أسامة بن لادن، في شخصية سيف العدل، بالإضافة إلى مانع شرعي -من وجهة نظر التنظيم- بوجوده في إيران -بحسب الترجيحات- وتحت أعين سلطاتها، حيث تفرض عليه إقامة جبرية.
لكن في المقابل أيضا، ترك مقتل معظم قادة الصف الأول في القاعدة، وعلى رأسهم أبو محمد المصري وأبو الخير المصري، اللذين كانا نائبين لـ بن لادن، الساحة لعدد قليل متبق من قادة التنظيم الذين عايشوا مراحله الأولى، وفي مقدمة هؤلاء سيف العدل وعبدالرحمن المغربي وأبو عبدالكريم المصري، وأبو عبيدة المصري.
- سيف العدل لا يصلح للقيادة
تُظهر إحدى رسائل ما يُعرف بـ وثائق أبوت أباد، رأيا لافتا لـ أسامة بن لادن، مؤسس التنظيم، في شخصية سيف العدل، فقد رفض اختياره نائبا له، باعتبار أنه لا يصلح لأمور القيادة العامة أو النيابية، خلافا للشأن العسكري.
ويقول بن لادن، في رسالته لأحد قيادات القاعدة ردا على ما رشحه الأخير من أسماء لتولي منصب نائب بن لادن: وقد ورد في رسالتك السابقة ذكرك لسيف العدل مع الشيخ أبي الخير والشيخ أبي محمد الزيات مما استدعى ذكر هذه المعلومة وهي خاصة لعلها لا تغيب عنكم، فالشيخ أبو الخير والشيخ أبو محمد، متقدمون على أخينا أبي خالد سيف العدل، مع أني أحسب أن له جهوده التي تفيد الجهاد والمجاهدين ولكن في الأعمال العسكرية التي هي دون استلام القيادة العامة أو النيابة، سواء كان نائبا أولا أو ثانيا.
لم تكن تلك رؤية منفردة لـ بن لادن، في سيف العدل، فهي تتوافق مع ما أبداه القائد البارز في القاعدة سابقا، أبو خالد السوري (قُتل في غارة أمريكية بسوريا 2014)، حيث استبعد زعامة سيف العدل للقاعدة، لأنه رجل بسيط ولا يملك القدرة على إدارة شؤون التنظيم، فهو لا يملك كاريزما وشخصية بن لادن والظواهري، وفقا لشهادة أحد الجهاديين.
- سيف العدل يعيش في دولة عدو
بحسب الترجيحات لم يخرج سيف العدل، من إيران منذ إفراج سلطاتها عنه في العام 2014، بعد عشر سنوات من الاحتجاز، عندما خرج في صفقة تبادلية بين إيران وتنظيم القاعدة في اليمن، وكان برفقته كل من أبو محمد المصري، أبو الخير المصري، أبو عبيدة المصري، وآخرين، وتوجهوا جميعهم إلى سوريا، باستثناء سيف العدل وأبو محمد.
قُتل أبو الخير المصري (عبدالله عبدالرحمن) في غارة أمريكية بسوريا عام 2017، وكان يُنظر إليه على أنه الرجل الثاني في التنظيم وزعيمها القادم، لكن مقتله هو وأبو محمد المصري، الذي قٌتل في حادث إطلاق نار غامض في إيران عام 2020، أفسح المجال لسيف العدل.
لكن وجود سيف العدل في إيران وتحت أعين سلطاتها وهي دولة عدو للقاعدة، يحول شرعا دون توليه زعامة التنظيم، ما يجعل عبدالرحمن المغربي، هو الآخر مرشحا قويا لتولي زعامة التنظيم.
والمغربي، هو صهر أيمن الظواهري وكبير مستشاريه قبل مقتله، ويرجح أنه ترك إيران التي كان يقود فرع القاعدة فيها، منذ فترة كبيرة، ما يمنحه حرية أكثر وقدرة على قيادة التنظيم، وفقا لآراء بعض الجهاديين.