بيان وحيد وإخلاء مسؤولية.. كيف تعاملت محافظة الشرقية مع أزمة انهيار كوبري العزيزية؟
ما بين إدانات وعبارات شجب كثيرة صبت جميعها في خانة ضرورة محاسبة المحليات بشأن تلك الواقعة، انتفضت صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن قبلها الأهالي والمواطنين في محافظة الشرقية بوجه عام وأهل قرية العزيزية وسائر قرى مركز ومدينة منيا القمح؛ بعد انهيار كوبري مشاه في القرية التي تبُعد بضعة كيلو مترات عن قلب المركز، مخلفًا وراءه روح طفلة رضيعة بالكاد أتمت أسبوعها الأول في الحياة، صعدت إلى بارئها ضحية بصورة أو بأخرى للإهمال وأهله وأسبابه التي لا تنتهي.
انهيار كوبري متهالك وغرق أم وطفلتها في منيا القمح
الحادث الذي وقع نحو التاسعة مساء الخميس، حدث بصورة ربما لم تكُن مفاجئة بالنسبة لأهل القرية؛ الذين أكدوا على تهالك الأعمدة الحديدية التي تحمل الكوبري والقطع الحديدية الموجودة في مكوناته بوجه عام منذ نحو عشرون عامًا، في الوقت الذي اكتفت فيه الأجهزة التنفيذية في محافظة الشرقية، وعلى رأسها الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، بإصدار بيان أكد على نقاط بعينها، بينها أن الأم التي سقطت في المياه هي وطفلتها تصادف مرورهما بالمخالفة على الكوبري، وأن الكوبري مغلقًا بقرار رسمي ومحضر انضمامي نظرًا لتآكل بعض المواسير الحاملة للكوبري بسبب الصدأ، ما أدى إلى ميوله وتمثيله لخطر داهم على حياه المارة، وأنه قد تم إخطار الشرطة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات منذ إغلاقه في مايو الماضي.
بيان محافظ الشرقية أشار كذلك إلى ما سبق وصرح به رئيس مركز ومدينة منيا القمح، بشأن وجود كوبري على بُعد 100 متر جهة الوحدة المحلية في العزيزية، فضلًا عن وجود كوبري آخر لعبور المشاة على بُعد نحو 200 متر جهة مبنى التأمينات، وأن الاثنان يعملان بشكل جيد لتيسير حركة السيارات وعبور المواطنين بشكل آمن ليكونا بديلًا عن الكوبري المغلق والمتهالك ولحين الإصلاح.
إغلاق الكوبري المتهالك استمر طيلة شهرين وأكثر، وبين هذا وذاك لم يتم رصد أية أعمال إصلاح أو حتى مواد بناء أو غيرها من تلك اللازمة لإحلال وتجديد الكوبري، فيما اكتفت الأجهزة التنفيذية بغلق الكوبري من الجهتين بالكتل الخرسانية التي تسمح بصورة أو بأخرى بمرور أهل القرية والمارة، في مشهد بدا كما لو كان حل مؤقت لا يضمن بشكل قاطع الحفاظ على أرواح العامة حال عبورهم الكوبري، وبين هذا وذاك بالطبع ثقافة المواطنين وأهل القرية.
أهل القرية أكدوا لـ القاهرة 24، أن أكثر من كانوا يعبرون الكوبري حتى بعد إغلاقه هم كبار السن؛ نظرًا لأن الكوبري يُعد الرئيسي في القرية، وسط تأكيد كذلك على أنهم كثيرًا ما ناشدوا الجهات المعنية والمسؤولين بوضع حل جذري للأزمة والكارثة التي كانوا يتوقعون حدوثها وحدثت.
حدث انهيار الكوبري ومرت الأزمة وحصدت في طريقها روح رضيعة وتركت الحسرة لديها وجموع أهل البلدة، فيما اكتفت الأجهزة التنفيذية ببيانها الوحيد حيال ما جرى بعد ساعات من انهيار الكوبري، في الوقت الذي استمر جسد الطفلة الرضيعة حبيس المياه لنحو 24 ساعة، قبل انتشاله في ساعة متأخرة مساء الجمعة.
