خبأت شهادة القانون داخل ثوبها.. قاضية المحكمة العليا تروي قصة هروبها من أفغانستان
عملت قاضية كبيرة في المحكمة العليا في أفغانستان، وترأست محاكمات جرائم العنف ضد النساء، كما تصدت لجرائم مُروعة ومُفجعة عن زواج الأطفال والاعتداء الجنسي وقتل الإناث.. إنها القاضية فوزية أميني.
وروت أميني لـ سي إن إن، قصة هربوها من أفغانستان، مردفة: حينما اقتحمت طالبان كابول، وسيطرت على أفغانستان، أغلقت محكمة القضاء على العنف ضد المرأة التي ترأسها، وطُرد القادة، بل وجندت كافة حساباتهم المصرفية، فضلًا عن سيطرتها على السجون الرئيسية وأطلقت سراح آلاف النزلاء، والذين كان ضمنهم رجالًا حكمت عليهم داخل قاعة المحكمة.
هروب قاضية أفغانية
شعرت أميني بالخوف الشديد، لذا همت بالفرار مع أسرتها من كابول إلى لندن، ولكن قبل الفرار؛ أرادت أن تحمل أهم شيء تملكه بحياتها، فلم تنظر إلى المال أو الأشياء الثمينة، بقدر ما اهتمت بأن تفر بشهادتها والدلائل على مُؤهلاتها، حيث أن الوثائق نفسها لا تعني شيئًا الآن لزملائها العالقين في أفغانستان.
وقبل أن تفر الأفغانية البالغة من العمر 48 عاما، مع زوجها و4 فتيات من منزلهم؛ أمسكت بمقص وإبرة وخيط، حيث قطعت شقوقًا في بطانة فستانها، وخيطت داخله أغلى ما تملك، وهو شهادتها في القانون.
استقلت أميني وأسرتها؛ حافلة من كابول إلى مدينة مزار الشريف شمال أفغانستان، وظلت تسير لمدة 12 ساعة طوال الليل، مع الحرص على إطفاء المصابيح، لمنع اكتشاف هروبهم.
وتابعت: ذلك الوقت الذي لم يمر كان الأصعب على الأسرة، حيث امتلائهم الخوف والقلق من الإمساك بهم، ومن ثم فقدان حياتهم جميعًا، ووفقا لـ سي إن إن.
ومن مطار مدينة مزار شريف الدولي، استقلوا طائرة مُستأجرة خصيصًا للنساء القاضيات، والتي تم تنظيمها بمساعدة البارونة هيلينا كينيدي، إحدى المحامين المتميزين في بريطانيا.
وصلت فوزية إلى لندن، مع زوجها وبناتها الأربعة، وقالت: كنا قلقين بشأن كل شيء.. حياتنا ووضعنا وأمننا وكل شيء.
عندما غادرت العائلة ووصلت إلى لندن، سافروا أولًا إلى جورجيا ثم اليونان، حيث ظلوا مُنتظرين أكثر من شهر قبل استلام وثائق بريطانيا، حتى سُمح لهم في النهاية بالسفر، لكن لا يزالوا يعيشون بأحد الفنادق، في انتظار الإقامة الدائمة.