الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

افتحوا يا حمام كراريس الرسم.. زيارة الأطفال الأشقاء الأخيرة لبيت الرب في المنيرة

الأشقاء ضحايا كنيسة
كايرو لايت
الأشقاء ضحايا كنيسة أبي سيفين بالمنيرة
الأحد 14/أغسطس/2022 - 05:18 م

لم يكن يعلم تامر وجيه وجاره باسم أمير، أنهما سيتجاوران في المسكن والألم أيضًا، ولم يخطر ببالهما يومًا أن نيرانًا تشب في بيت الله أثناء الصلاة لتحصد أراوح أطفالهما الخمسة مرة واحدةً.

في مساء السبت اجتمعت مريم وبارسينا وإبراهيم، الأشقاء أبناء تامر وجيه، يمرحون ويلهون ويجمعون شتات ألعابهم ليقضوا ساعات بريئة من طفولتهم، لم يخطر ببال الأب والأم أنها ساعات اللهو الأخيرة، ولم يتبادر إلى ذهنهم لحظة واحدة أن ألعاب أطفالهم ستمكث وحيدةً في الغرفة بعد أن يخطف الموت الصغار غدرًا.

الأطفال ضحايا حادث حريق كنيسة المنيرة
الأطفال ضحايا حادث حريق كنيسة المنيرة

السابعة من صباح يوم الأحد، النعاس يغلب مريم وبارسينا وإبراهيم، لكن نداء الأب والأم يوقظهم، فبعد قليل تدق أجراس الكنيسة معلنةً بدء صلاة قداس الأحد، ويبدأ بالتزامن معه يوم دراسي للأطفال في حضانة الكنيسة.

 

تأهبت «كراريس الرسم» لألوان الأطفال كـ «حمام» يرسم لوحة غير منظمة في السماء ولكنها بديعة، وتأهب أيضًا تامر وزوجته ليصطحبا أطفالهم الثلاثة إلى حضانة الكنيسة.. لا يعلمون أنها الصلاة الأخيرة ونهاية قصة الحضانة.

قبل أن تدق أجراس الساعة معلنة بدء التاسعة، احتشدت ألسنة النيران في صفوف وهاجمت الكنيسة بضراوة، مشعلةً حريقًا هائلًا بين جنبات بيت الرب، فحاصر الأطفال أثناء الرسم في الحضانة، وأودى بحياة الكثيرين من بينهم أطفال تامر وجيه «مريم وبارسينا وإبراهيم»، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات.

فقد تامر أطفاله الثلاث، ولم يكن الحال أفضل بالنسبة لـ باسم أمير، فكما جاور تامر في المسكن، جاوره أيضًا في الفقدان والحسرة والألم، فالموت أدرك روحه وفلذات كبده أيضًا.

الأطفال ضحايا حادث حريق كنيسة المنيرة
الأطفال ضحايا حادث حريق كنيسة المنيرة
الأطفال ضحايا حادث حريق كنيسة المنيرة


فلوباتير ويوسف ومهرائيل، الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة، لم يعلم والدهم باسم أمير، وزوجته، أن الطريق من المنزل إلى الكنيسة لن يسيراه أبدًا مرة أخرى، وهي تلك المرة التي يصلون فيها صلاة الجنازة على أرواح أطفالهم الثلاث.

لم يستطع الصغار مقاومة الأدخنة التي اقتحمت الصدور وكتمت الأنفاس، فسقطوا موتى في الحال، بجوارهم براءة الصغار وحسرة الكبار.

«أنا اللي سفرتهم للسما».. عيون تكاد أن تختفي بعدما غمرتها الدموع، ووجه شاحب أظلمه موت الفجأة، وقلب مفطور بمرارة ليس كقسوتها شيء.

بتلك الكلمات بدأت سيدة مكلومة النطق بوجعها، فالأم فقدت طفليها في الحريق، ذهبت معهما إلى الكنيسة للصلاة، فعادت دونهما والآن تنتظر جثامينهم للصلاة الأخيرة.

الأطفال ضحايا حادث حريق كنيسة المنيرة
الأطفال ضحايا حادث حريق كنيسة المنيرة

تقول السيدة الملكومة وهي تصرخ: «أنا اللي صحيتهم من النوم ورحنا الكنيسة.. أنا اللي سفرتهم للسما.. مينا قالي بلاش النهاردة هنروح الأربعاء قلتله لأ هتروح النهاردة»، ثم تصمت تبحث بعينيها عن طفليها ولكنهما تركا مكانهما في المنزل فارغًا، ومكانهما في روح الأم مملوء حزنًا.

على اليمين «مريم وبارسينا وإبراهيم» وعلى اليسار « فلوباتير ويوسف ومهرائيل» وبينهما طفلان آخران، فالأطفال الأشقاء جميعهم ماتوا، تاركين «كراريس الرسم» مسافرين للسماء كحمام نال حريته أخيرًا حتى وإن كان ترك خلفه وجعًا لا يعلم أحد متى يخف ألمه.

تابع مواقعنا