الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فتحي سليمان يكتب: الشدة بتبين

الإثنين 15/أغسطس/2022 - 07:03 م

كتفا بكتف.. ويدًا فوق يد.. المصريون ضهر وسند.. في الأزمات والتحديات.. الهموم واحدة.. والألم والفقد.. لا فرق بين مسلم ومسيحي.. كروح في جسد.. إذا ضاقت فسد.. وإذا ارتاحت هدأ ورضي واستند.. هذا علي يُنقذه مجدي.. ومحمد ضحى لإنقاذ مريم وجرجس ويوسف ورعد.. في الكنيسة يُعزي أحمد.. وفي الجنازة يُشيعه بطرس لـ اللحد.. هذه مصر القبطية الإسلامية وهذا هو نسيجها وشعبها وحضارة بلد.

فتحي سليمان:شهامة المصرين أثناء محاولة إنقاذه ضحايا كنيسة المنيرة

كنيسة الشهيد أبو سيفين بمنطقة إمبابة أكدت ما هو مؤكد، وأظهرت تلاحم المصريين ووقوفهم إلى جانب بعضهم في الأزمات والمحن.. فهرع جيران الكنيسة من الشباب والمسلمين لإنقاذ إخوانهم المسيحيين في مشهد كان الأكثر إيجابية وسط هذا الحادث الأليم.. حيث رسم الشاب محمد يحيى الذي كُسرت رجله أثناء محاولة إنقاذه أحد الضحايا بعد إنقاذه 5 أطفال صورة متميزة لشهامة المصريين.

أسر ضحايا حريق كنيسة المنيرة 

محمد وجيرانه من المسلمين سمعوا أصوات استغاثات إخوانهم المسيحيين من داخل الكنيسة فهرعوا يبحثون عن أقرب نافذة، وتسللوا إلى الداخل غير مكترثين بخطر النيران.. أو اختناق الدخان.. قفزوا ليبدأوا مهمة جديدة وبطولة إضافية تُضاف لقائمة المصريين بإجلاء المصابين.
بطولات وتضحيات تتكشف أسرارها واحدة تلو أخرى لتسطر ملحمة وطنية على أرض المحروسة في تلك المرة كانت الأحداث بمحيط كنيسة أبي سيفين بمنطقة إمبابة شمال الجيزة.

أسر ضحايا حريق كنيسة المنيرة 

على المستوى الشعبي تزامنت التحركات الرسمية فجاءت التوجيهات سريعة وعاجلة، إنقاذ الضحايا.. رعاية المصابين.. تعزية ذويهم.. سرعة التحقيقات.. فهذا رأس الدولة يتابع بنفسه وهاهم وزراء مصر ومسؤولوها في قلب الحدث يتفقدون ويتابعون مجريات الأمور.. وها هي أحدث الأساليب تُستخدم لرصد الحدث وكشف آثاره ومسبباته لتفادي تكراره.

نحو 60 دقيقة محاطة بالأخطار والأشغال الشاقة احتاجها رجال الحماية المدنية والإسعاف للسيطرة على الأدخنة وإنقاذ الضحايا.. ورغم ضيق المساحة وسوء التهوية فضلا عن حالة التزاحم الشديد فإنه تم إنقاذ المنطقة من كارثة ونجا من نجا.

انتهى الحدث وبقي الحديث.. زالت النيران وظل الأثر.. في سيول أو حريق.. في شدة أو ضيق.. لا يترك المصري أخاه في منتصف الطريق.. وهؤلاء أبناء مصر وأحباؤها فمن أنتم؟!

تابع مواقعنا