في ذكرى ميلاد محمد الخضر حسين.. كيف رد على كتاب علي عبد الرزاق الإسلام وأصول الحكم؟
عندما أصدر الدكتور علي عبد الرازق كتابه الإسلام وأصول الحكم عام 1925 الذي أنكر فيه الخلافة الإسلامية، انتفض كثير من شيوخ الأزهر للرد عليه وتفنيد أفكاره، ومنهم الشيخ محمد الخضر حسين الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده حيث ولد في 16 أغسطس عام 1874.
نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم
أعد الشيخ محمد الخضر حسين كتابا كاملا بعنوان: نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم، رد فيه على الشيخ علي عبد الرازق ورفض الكثير من الأفكار التي جاءت في الكتاب، مستنكرًا أن تكون هذه الآراء صادرة عن عالم أزهري.
ويرى الشيخ محمد الخضر حسين أن علي عبد الرازق وجّه سهامه إلى أغراض شتى، والتوى به البحث من غرض إلى آخر، حتى جحد الخلافة وأنكر حقيقتها، وتخطى هذا الحد إلى الخوض في صلة الحكومة بالإسلام، وبعد أن ألقى حبالًا وعصيًّا من التشكيك والمغالطات زعم أن النبي عليه السلام ما كان يدعو إلى دولة سياسية، وأن القضاء وغيره من وظائف الحكم ومراكز الدولة ليست من الدين في شيء، وإنما هي خطط سياسية صرفة لا شأن للدين بها، ومس في غضون البحث أصولًا لو صدق عليها ظنه لأصبحت النفوس المطمئنة بحكمة الإسلام وآدابه مزلزلة العقيدة مضطربة العنان.
محمد الخضر حسين يرد يفند آراء علي عبد الرازق
يقول محمد الخضر حسين: كنا نسمع هذه المزاعم فلا نزيد أن نعرض عمن يلغطون بها حتى يخوضوا في حديث غيرها. أما اليوم وقد سرت عدواها إلى قلم رجل ينتمي للأزهر الشريف ويتبوأ في المحاكم الشرعية مقعدًا، فلا جرم أن نسوقها إلى مشهد الأنظار المستقلة، ونضعها بين يدي الحجة، وللحجة قضاء لا يستأخر، وسلطان لا يُحابي ولا يستكين.
كتاب نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم مرتب على ثلاثة كتب، وكل كتاب يحتوي على ثلاثة أبواب، وموضوع الكتاب الأول: الخلافة والإسلام، وموضوع الكتاب الثاني: الحكومة والإسلام، وموضوع الكتاب الثالث: الخلافة والحكومة في التاريخ.