مع اقتراب الهند من حظر تصديره.. هل ترتفع أسعار الأرز في مصر قريبا؟
أربكت الأزمات المختلفة التي مر بها العالم منذ بداية 2020، والتي بدأت من جائحة كورونا، حتى وصلت للحرب الروسية الأوكرانية، الأمن الغذائي العالمي، فقد هوت الأخيرة بأسعار الغذاء عالميا، بفعل قلة الإنتاج وتراجع التصدير، حيث إن أوكرانيا وروسيا تعدان من أكبر مصدري القمح والزيوت والأعلاف عالميا بأكثر من 40%.
وحظرت روسيا خلال بداية الحرب تصدير القمح، وعمق الأزمة توقف حركة الصادرات في البحر الأسود، وتدخلت الهند في ذلك التوقيت لحل الأزمة، والتي تعد أحد أهم منتجي الأرز والقمح والسكر، فالهند وحدها تنتج مايقرب من نصف الأرز العالمي، ولكن ارتفاع أسعار الأسمدة وأسعار الغذاء العالمية أجبر الهند على حظر تصدير القمح والسكر والطحين، كما أنها تتجه حاليا لحظر تصدير الأرز، لتعمق الأزمة العالمية.
هل ترتفع أسعار الأرز في مصر؟
وفي هذا الصدد قال المهندس السيد أحمد عباس، مدير المكتب الفني للحجر الزراعي، إن الهند تعد أكبر منشأ لاستيراد الأرز، فمصر تستورد نحو 500 ألف طن أرز سنويا منها نحو 400 ألف طن من الهند، موضحا أن هناك مصادر مختلفة حاليا بجانب الهند تستورد مصر الأرز منها ولكن بكميات أقل من الهند مثل الصين وتايلاند.
وأكد مدير المكتب الفني للحجر الزراعي، لـ القاهرة 24، أنه في حالة قررت الهند حظر تصدير الأرز، ولم يكن هناك بديل يعوض عن الكمية الكبيرة التي تصدرها الهند لمصر، فسيحدث ارتفاع كبير في الأسعار وفجوة لحين إيجاد بديل يعوض كمية استيرادنا من الهند.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن تستثني الهند مصر من حظر التصدير، متابعًا أنه لو أرادت أي دولة فتح مناشئ استيراد مع مصر، فسنرحب بشرط أن تتوافق معاييرها وجودة الأرز مع المعايير المصرية.
الهند أكبر منشأ مصري لاستيراد الأرز
ووفقا لمستند حصل القاهرة 24 على نسخة منه، فإن الهند تعد مصدرا مهما لمصر في استيراد الأرز، فقد استوردت مصر من الأرز الهندي خلال السنوات الخمس الأخيرة بكافة أصنافه نحو 390 ألف طن، لكل عام.
وتستورد البلاد 172 ألف و715 طنا من الأرز البسمتي، ومن الأرز الطبيعي الهندي، تستورد مصر سنويا نحو 215 ألف و752 طنا منذ 2017 وحتى يوليو 2022، بينما تم استيراد نحو ألفين و450 طنا من الأرز الكسر أيضًا.
تراجع إنتاج الأرز الهندي وتوقعات بأزمة في الأسعار
من جهتها أعلنت الحكومة الهندية، عن تراجع محصول الأرز بنسبة 13% عن العام الماضي، بفعل قلة الأمطار خلال العام الحالي، وقلة المساحات المنزرعة بالأرز بفعل ارتفاع أسعار الأسمدة عالميا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وأكدت الحكومة الهندية، أنها تتوجه حاليا نحو إصدار قرار حظر تصدير الأرز، لافتة إلى أنه في حال تم اتخاذ القرار فستحدث أزمة عالمية وارتفاع كبير للأسعار، لأنها تصدر ما يقرب من 40% من الأرز العالمي.
ولفتت الحكومة الهندية، إلى أن هناك عدة أسباب ستتحكم في قرار حظ تصدير الأرز، أبرزها ارتفاع معدلات التضخم في الهند لأعلى قيمة لها في 8 سنوات، وارتفاع الأسعار محليا، وحظر التصدير ستتحكم نوعا ما في الأسعار.
تحديد مساحات زراعة الأرز في مصر
وكانت وزارتا الزراعة والري، قد حددتا مساحة زراعة الأرز في مصر منذ مطلع الموسم الجاري، نظرا لاعتبار زراعة الأرز من أكثر المحاصيل شراهة للمياه.
ويستهلك فدان الأرز أكثر من 7 آلاف متر مكعب من المياه سنويا، في ظل أن حصة المواطن تبلغ نحو 500 متر مكعب فقط.
وأرجعت وزارتا الري والزراعة، أسباب تحديد مساحات الأرز، للحفظا على المياه وترشيد الاستهلاك.
استنباط أصناف جديدة من الأرز
استنبطت مجموعة من الباحثين في مركز البحوث التابع لوزارة الزراعة، أصنافا جديدة من الأرز، أقل استهلاكا للمياه وأعلى إنتاجية.
وكان باحثوا مركز البحوث، نجحوا في استنباط تقاوى جديدة من القمح، والتي أثبتت جدارتها خلال موسم القمح الحالي والذي ارتفع إنتاج الأراضي فيه بشكل غير مسبوق.
وتتميز أصناف القمح والأرز المستنبطة، بتحملها لدرجة الحرارة العالية، وأقل استهلاكا للمياه كما أن وقت حصادها أسرع من الأصناف العادية.