ليست لقصد العبادة.. الإفتاء: يجوز إقامة المتاحف ووضع التماثيل بها
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز شرعًا إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها؛ معللة بأن التماثيل في عصرنا لا يُقصد بها مضاهاة خلق الله، ولا يُقصد بها العبادة والتقديس ولا تُصْنَع لغرضٍ محرَّم.
حكم إقامة المتاحف ووضع التماثيل والانتفاع منها
وتابعت الإفتاء خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أنه إذا قُصِد بصناعة التماثيل غرض صحيح: من تَعلُّمٍ، أو تأريخٍ، أو زينةٍ، أو غيرها من الأغراض المباحة في الشريعة فالقول بجوازها أولى، سواء كانت كاملة أو غير كاملة على الحجم الطبيعي للإنسان أو لا، قُصد بها اللعب والتربية للأطفال وغيرهم أو لا ويجوز أن تُستخدم، وأن تُباع، وأن تُشترى؛ ولا يجوز تكسيرها كما يفعله بعض الجهَّال والمنحرفين.
ولفتت دار الإفتاء في هذه المناسبة إلى ما جاء على لسان العرب لجمال الدين ابن منظور، حيث قال: التمثال: اسم للشيء المصنوع مشبهًا بخلق من خلق الله، وجمعه، التماثيل، وأصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إذا قدرته على قدره.
حرمة صناعة التماثيل
الإفتاء أشارت كذلك إلى ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث تنصُّ في ظاهرها على حرمة صناعة التماثيل واتخاذها؛ منها ما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي الهَيَّاج الأَسَدِيِّ قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ «أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ» وذهب إلى هذا الرأي كثيرٌ من أهل العلم فرأوا تحريم التماثيل؛ صناعةً واستعمالًا واتخاذًا وبيعًا وشراءً؛ وقد استدلّوا لما ذهبوا إليه كذلك بأنَّ الأمرَ بطمسها يتنافى مع اتخاذها واستبقائها، وأنه قد وردت روايات أخرى بهذا المعنى.
جاء ذلك خلال رد دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها من أحد الأشخاص، يقول: ما حكم إقامة المتاحف والمعابد التي تعرض التماثيل؟ وما حكم استخدم التماثيل للتَّعلُّم أو للتاريخ أو للزينة أو لأيّ منفعة أخرى؟ وهل يجب تكسير هذه التماثيل كما يفعل بعض المتشددين؟.